أشادت المطربة اللبنانية إليسا بقرار السفير ناصيف حتى وزير الخارجية اللبنانى المستقيل، بالتخلى عن منصبه فى الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب، التى تتواصل الدعوات الشعبية لاستقالة حكومته بالكامل، بسبب استمرار تردى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فى البلاد، إضافة إلى أزمات انقطاع الكهرباء وغلاء الأسعار وغيرها من المصاعب الحياتية التى يعانى منها اللبنانيون.
وقالت إليسا، فى تغريدة عبر حسابها الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، "كل الاحترام للسفير ناصيف حتى، لأنه قرر يفل لما خلوه، ورفض يبقى شاهد زور على حكومة ما عم تستنزف الناس وتدمر البلد، اليوم كسبت كل الاحترام وأكيد محبة الناس وشكلت نقطة أمل إنو فى ناس ولاءها للبنان بس مش لأشخاص".
وكان قد وجه وزير الخارجية اللبنانى المستقيل ناصيف حتى، الشكر لكل من أبدى ثقته بشخصه لتولى وزارة الخارجية، مؤكدًا أنه "لم يكن قرارى بتحمل هذه المسئولية الكبيرة شأناً عادياً فى خضم انتفاضة شعبية قامت ضد الفساد والاستغلال ومن أجل بناء دولة العدالة الاجتماعية، فيما يشهد لبنان أزمات متعددة الاشكال فى الداخل أو فى الاقليم".
وأضاف "حتى" فى بيان الاستقالة "ما أصعب الاختيار بين الأقدام والعزوف عن خدمة الوطن حتى ولو تلاشت احتمالية تحقيق اليسير فى نظام غنى بالتحديات المصيرية وفقير للإرادات السديدة، حملت آمالا كبيرة بالتغيير والاصلاح ولكن الواقع أجهض جنين الأمل فى صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة، لا لم ولن أساوم على مبادئى وقناعاتى وضميرى من أجل أى مركز أو سلطة".
وتابع :"تربيت ونشأت وعشقت واعتنقت لبنان مؤلا للحرية والفكر والعلم والثقافة، لبنان المنارة والنموذج، لبنان موطن الرسالة وملتقى الشرق بالغرب، ولبنان اليوم ليس لبنان الذى أحببناه وأردناه منارة ونموذجاً، لبنان اليوم ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة لاسمح الله، وإننى أسائل نفسى كما الكثيرين كم تلكأنا فى حماية هذا الوطن العزيز وفى حماية وصيانة أمنه المجتمعي، إننى وبعد التفكير ومصارحة الذات، ولتعذّر أداء مهامى فى هذه الظروف التاريخية المصيرية ونظرا لغياب رؤية للبنان الذى اؤمن به وطنا حرا مستقلا فاعلا ومشعا فى بيئته العربية وفى العالم، وفى غياب إرادة فاعلة فى تحقيق الإصلاح الهيكلى الشامل المطلوب الذى يطالب به مجتمعنا الوطنى ويدعونا المجتمع الدولى للقيام به، قررت الإستقالة من مهامى كوزير للخارجية والمغتربين متمنياً للحكومة وللقيمين على إدارة الدولة التوفيق وإعادة النظر فى العديد من السياسات والممارسات من أجل إيلاء المواطن والوطن الاولوية على كافة الاعتبارات والتباينات والانقسامات والخصوصيات".
ورأى أن "المطلوب فى عملية بناء الدولة عقولاً خلاقة ورؤية واضحة ونوايا صادقة وثقافة مؤسسات وسيادة دولة القانون والمساءلة والشفافية"، معتبرا ان "الأسباب التى دعتنى إلى الاستقالة هى ما تقدمت بشرحها، على أنّه تم تناقل بعض التأويلات والتحليلات وكذلك بعض التفسيرات التبسيطية السطحية عبر بعض وسائل الإعلام التى لا تلزم سوى أصحابها، وكلّها أمور لم أتوقف عندها طيلة حياتى المهنية، إذ يبقى الأساس كوزير للخارجية الحفاظ على مصالح البلد وتعزيز وتحصين علاقاته الخارجية وتحسيس المجتمع الدولى كذلك العربي، بأهمية تدعيم الاستقرارفى لبنان".
وختم :"لقد شاركت فى هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل واحد إسمه لبنان، فوجدت فى بلدى أرباب عمل ومصالح متناقضة، إن لم يجتمعوا حول مصلحة الشعب اللبنانى وإنقاذه، فإن المركب لاسمح الله سيغرق بالجميع".