كان الفنان الكبير زكى رستم معروفا بشدة اندماجه فى التمثيل لدرجة كبيرة سواء فى أدوار الخير أو الشر، وشارك زكى رستم الفنانة الكبيرة ماجدة فى فيلم أين عمرى وجسد فيه أحد أقوى أدواره، حيث قام بدور الباشا الثرى الذى يتزوج من فتاة صغيرة ويذيقها ألوان العذاب، وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1956 كتبت الفنانة ماجدة مقالاً تحكى فيه قصة اندماج زكى رستم فى أحد المشاهد التى يصفعها فيها على وجهها، وحمل المقال عنوان "اندماج".
وقالت ماجدة إن دورها فى الفيلم كان شاقاً لأنها تجسد عدداً من المشاعر المختلفة، ولكن كان أكثر ما يخيفها أثناء تصوير المشاهد أن قصة الفيلم تقتضى أن يضربها زكى رستم ويعذبها، مؤكدة أنها كانت تعرف أن من أكثر مزاياه شدة الاندماج حتى أنه ينسى نفسه فى التمثيل.
وأوضحت أن أحد المشاهد كان يقتضى أن يصفعها زكى رستم بعد أن تنفعل عليه وتقول له أنه معدوم الكرامة.
وأشارت ماجدة إلى أنها بحثت قبل التصوير عن الفنان زكى رستم وارتعدت عندما علمت أنه ينفرد بنفسه فى غرفته، لأنها تعرف أنه يفعل ذلك حين يريد أن يندمج فى المشاهد التالية ، وعندما خرج من غرفته ودارت الكاميرا ارتعدت شفتاها وهى تقول له " انت معندكش كرامة" ، فصفعها زكى رستم صفعة هائلة حتى أنها سمعت صراخ العمال والفنيين ورأت الدنيا تهتز أمامها ، ثم انهارت وسقطت على الأرض بعد أن أغمى عليها.
وعندما أفاقت كان فمها ينزف ووجهها تورم كالبالونة ، وقال لها أحمد ضياء الدين مخرج الفيلم إن هذه الصفعة أقوى صفعة سجلتها الشاشة المصرية، وبلغت قمة الإتقان الفنى.
وأضافت ماجدة أنها التفتت حولها فلم تجد الفنان الكبير زكى رستم وبحثت عنه، فوجدته مختبئ وراء أحد الديكورات وقد تبلل وجهه من شدة البكاء والدموع ، وعندما سألته عن السبب ، قال لها :"أنا ضربتك غصب عنى" ، فحاولت ماجدة التخفيف عنه مؤكدة سعادتها بنجاح هذه اللقطة القوية سعادة لا توصف.