يوافق اليوم ذكرى مرور 40 عاما على وفاة ملك المواويل محمد عبدالمطلب، الذى شكل مدرسة فنية وطربية خاصة جداً ، وغنى مئات الأغانى والمواويل التى حفظها الملايين وعاشت عبر الأجيال، وكان يختار كلمات الأغانى والألحان بعناية، بما حقق له لوناً وروحاً فنية مميزة وجعل أغانيه تشبه روحه وخفة ظله وشخصيته، وتعبر عن كل مشاعر الحب والاشتياق والوطنية ، وتشبه الحارة المصرية وحياة أولاد البلد وعباراتهم وكلماتهم حتى أطلق عليه عميد الأددب العربى طه حسين صوت الحارة المصرية.
وفى حياة عبدالمطلب الذى ولد فى قرية شبراخيت باليحيرة فى 13 أغسطس عام 1910 الكثير من المواقف الصعبة والأحزان ، رغم أنه نسج الفرحة فى قلوب الملايين بفنه وأغانيه، وفى حوار مع ابنه وخازن أسراره نور محمد عبدالمطلب لـ "انفراد" كشف العديد من هذه المواقف.
وقال نور عبدالمطلب إن أول هذه المواقف حين جاء والده من شبراخيت فى بداية حياته وعمل مذهبجى ضمن كورس الموسيقار محمد عبدالوهاب ، وبعد فترة بدأ عبدالوهاب تصوير فيلم الوردة البيضاء ووعد عبدالمطلب بأن يأخذه معه إلى باريس لتصوير المشاهد الخارجية ولكنه لم يف بوعده.
وأشارالابن إلى أن والده غضب وترك فرقة محمد عبدالوهاب والتحق بفرقة داوود حسنى ، ولكن لم يستمر بها طويلا.
وحكى نور عبدالمطلب عن الفترة التى كان فيها والده عاطلا عن العمل :" كان أبى يجلس خلال هذه الفترة فى مقهى بشارع محمد على يضم الفنانين والكومبارس، وكان رفيقه الفنان فريد الأطرش الذى كان قادما من جبل الدروز بسوريا وكان أيضا عاطلا عن العمل، فكانا يقتسمان سندوتش الفول وخمسينة الشاى، حتى أخبرهما صاحب المقهى بأن الست بديعة مصابنى تحتاج كورس لفرقتها، فذهبا سويا لكازينو بديعة، وبالفعل عملا لديها وبدأت شهرتهما"
ويشير الابن إلى أن والده كان مهددا بالاعتقال قبل ثورة يوليو وأنقذته الثورة من السجن ، قائلا:" "من أصعب المواقف التى تعرض لها والدى فى بداية الخمسينات عندما عرف من سليمان بك نجيب الذى كان مدير للأوبرا الملكية أن الديوان الملكى حذف اسمه من حفل كان سيقام فى الأوبرا، فغضب وتفوه بألفاظ قاسية فى حق مدير الديوان الملكى، وصدرت الأوامر للقلم السياسى باعتقاله، ولكن الاميرالاى أنسى الهجرسى أبلغه بضرورة الاختباء وعدم الذهاب إلى الكازينو أو إلى منزله لأن المخبرين ينتظرونه، فاختبأ والدى عند أخته".
وتابع الابن : شاءت الأقدار أن تقوم ثورة يوليو فى هذا التوقيت وجاء إلى منزلنا بالحلمية الأميرالاى أحمد أنور قائد الشرطة العسكرية، واليوزباشا علوى حافظ من الضباط الاحرار وسألوا على طلب وأبلغونا بإلغاء أمر الاعتقال ، فخرجت معهم بالبيجامة إلى منزل عمتى وقابلوا طلب وأبلغوه".
ويؤكد نور محمد عبد المطلب أن والده كان يحب الزعيم جمال عبدالناصر حبا ً كبيراً وكان يغنى فى كل حفلات الثورة ، وكانت وفاة عبدالناصر من أصعب المواقف التى مرت عليه حتى أنه اعتزل الفن لفترة وذهب إلى قريته وقرر الا يغنى بعدها واستمر لفترة حتى خرج من هذه الحالة.
أما أقسى المواقف المحزنة التى مرت على كبير أهل المحبة والتى كان لها دور كبير فى وفاته حزناً كانت عندما توفت ابنته انتصار، وعن هذا الموقف قال ابنه :" أختى انتصار أو توتو كما كنا ندللها ونطلق عليها زهرة المهندسين لجمالها وخفة روحها، كانت حبيبة أبيها وتوفت فجأة فى بداية العشرينات من عمرها بسبب حبوب التخسيس التى كانت تأخذها باستمرار ، وذلك قبل موعد زفافها بأسبوع ، وأصبحت الجرح الدامى الذى لم يتحمله قلب "طلب" فتوفى بعدها بشهور.