يقع الكثيرون منا فى فخاخ المتسولين الذين يستخدمون حيلاً كثيرة لاستدرار العطف والشفقة ومعهما أموال الضحايا، وكثيرا ما وقع النجوم والمشاهير ضحايا لحيل المتسولين المختلفة.
وكان من بين هؤلاء النجوم الفراشة سامية جمال التى عرفت برقتها وعطفها على المحتاجين، وهو ما كان يوقعها أحياناً فى فخاخ المتسولين النصابين.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى مايو عام 1957 كتبت سامية جمال عن بعض المواقف التى وقعت فيها فريسة لحيل المتسولين المحترفين تحت عنوان "متسولون مودرن".
وأشارت الفراشة فى مقالها إلى أن المتسولين أصبحوا يستخدمون التسول كحرفة ويخترعون الكثير من الحيل للنصب على الضحايا، مؤكدة أنها كثيرا ما وقعت ضحية لهذه الحيل.
وتحدثت سامية جمال عن بعض هذه الحيل التى نصبها عليها المتسولين فذكرت أنها ذات يوم طرقت بابها سيدة ترتدى ملابس سوداء وعلى وجهها علامات الحزن الشديد وعرفتها بنفسها أنها فنانة قديمة لم تعد تعمل الآن وأن والدتها توفت ولا تجد لها ثمن الكفن، فتعاطفت معها الفراشة وأدخلتها إلى الصالون ومنحتها ما يكفى لشراء الكفن ونفقات الجنازة ويزيد.
وأشارت الفراشة إلى أنها بعد أربعة أيام نزلت إلى جراج العمارة لتأخذ سيارتها وكان السايس يمسح زجاج سيارتها فوقفت فى الظل تنتظره حتى ينتهى من عمله.
وتابعت سامية جمال "رأيت سيدة تتقدم نحوى وتقول ياست ليلى أرجوكى ساعدينى أمى ماتت النهردة ومش لاقية تمن الكفن ومصاريف الدفنة، أنا الفنانة القديمة فلانة، فنظرت إلى وجهها وفوجئت بأنها نفس السيدة التى جائتنى منذ 4 أيام، لكنها لم تدقق النظر فى وجهى نظرا لعدم وجود إضاءة كافية بالجراج فظنت أننى ليلى فوزى التى تسكن معى فى نفس العمارة".
وأضافت الفراشة "قلت لها يا شيخة حرام عليكى إنتى هتموتى أمك كام مرة، فرفعت عينيها ونظرت فى وجهى وارتبكت وهى تقول معلشى أنا افتكرتك الست ليلى، وعرفت أنها نصابة وحكيت لصديقاتى وجيرانى عنها واكتشفت أنهن وقعن فريسة لهذه المتسولة النصابة".
وأشارت سامية جمال إلى أنها فى موقف آخر وبعد أن عادت للمنزل أخبرها الخادم بأن هناك صديق أرسل هدية عبارة عن صندوق سمك من بورسعيد وأنه وضع السمك فى الثلاجة، لكنها اندهشت لأنها لم تكن تعرف أحدا من بورسعيد، وأخبرها الخادم بأنه أعطى حامل الهدية 10 قروش فأخذها ولم يذكر اسم الشخص الذى أرسل الهدية.
وظنت الفراشة أن أحد المعجبين هو من أرسل السمك، مؤكدة أنها لا تتناوله ولهذا تركته فى مكانه بالثلاجة.
وفى اليوم التالى فوجئت بنفس الرجل الذى حمل السمك يطرق بابها وعندما قابلته قال لها "إنتى عارفة ياست العيشة بقت صعبة وكل يوم أقعد فى السوق بالسمك مش بابيع ولا بجنيه"، فبدأت تفهم القصة وأن الرجل يريد أن يجبرها على شراء السمك.
وتابع الرجل "السمك بتاع امبارح مش هدية، وأكيد اكلتوه بالهنا والشفا، وأنا ماخدتش من تمنه غير 10 قروش وباقى 150 قرش".
وأكدت سامية جمال أنها شعرت بالغيظ من الرجل وفهمت مقصده، فقالت له إنها لا تحتاج هذا السمك ولم تأكل منه شيئا وأنه موجود بحالته وعليه أن يأخذه، فأشار الرجل إلى أنه لن يأخذه بحجة أنه قد يكون فسد، فصممت الفراشة وقالت بغضب: "حتى لو فسد مش هديلك تمنه"، وهنا استدر الرجل عطفها وانهمرت دموعه، فرق قلب سامية جمال رغم أنها تعرف أنها محاولة لابتزازها، وبالفعل منحته السمك ومعه بعض المال، وخرج الرجل راضياً وما إن نزل للشارع حتى سمعته ينادى "السمك البحرى، السمك الطازة".