فى مثل هذا اليوم الموافق 13 سبتمبر من عام 1957 رحل عن عالمنا الفنان الكبير سراج منير أحد رواد الفن الذين منحوه الكثير وضحوا من اجله بالكثير، سراج منير اشتهر بأدوار الشخصية الجادة الشريرة أحياناً والكوميدية أحيانا ً أخرى كما شارك عمالقة الفن أهم أعمالهم فكان عضوا بارزا فى فرقة الريحانى وبطلا لها بعد وفاة الريحانى، وظهر فى بداياته بعدد من الأفلام الألمانية الصامتة كما قام ببطولة الفيلم المصرى الصامت " زينب" وكان هذا أول عمل له فى السينما المصرية، وهو الذى ترك الطب حباً فى الفن ومات ايضاً بسبب حبه للفن.
ولد سراج منير فى 19 يوليو عام 1904 لأسرة ارستقراطية وكان والده مديرا بوزارة المعارف، وسافر سراج لدراسة الطب فى ألمانيا ولكنه عشق الفن بعد ان اتخذ منه وسيلة لكسب المال لإعانته على دراسته، حتى أنه ترك الطب واتجه للتمثيل وشارك فى عدد من الأفلام الألمانية الصامتة، ودرس الإخراج والتمثيل مع المخرج الكبير محمد كريم، وبعدها عاد إلى مصر وانضم لفرقة رمسيس وشارك فى بطولة فيلم زينب الصامت، ثم انضم لعدد من الفرق حتى أصبح عضواً بارزا فى فرقة الريحانى وحل محله فى أدواره بعد وفاته.
كان سراج منير يؤدى الأدوار الجادة حتى أسندد له زكى طليمات دوراً كوميديا فى مسرحية شهرزاد فاكتتشف فى نفسه القدرة على أداء الأدوار الكوميدية التى كان أشهرها دوره فى فيلم عنتر ولبلب.
وفي الوقت الذي تدهورت فيه صناعة السينما وفقدت سمعتها وهبطت فيها مواضيع الأفلام، خاض سراج منير مجال الإنتاج السينمائى ، وكان هدفه أن يرقى بصناعة السينما، واختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر ساد فيها الفساد والرشوة ، ووضع أغلب أمواله فى إنتاج فيلم "حكم قراقوش" عام 1953، وتكلف إنتاجه أربعين ألف جنيه ، ولكن لم تتجاوز إيراداته عشرة آلاف جنيه، فاضطر سراج منير أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب.
و كانت الخسارة و الصدمة التى تعرض لها سراج منير بسبب فيلم حكم قراقوش سبباً فى إصابته بالذبحة الصدرية التى أدت لوفاته.