كثيرا ما تتطلب بعض المشاهد التمثيلية أن يبكى الفنان فى موقف معين من العمل الفنى، وقد يلجأ المخرجون والفنانون إلى بعض الوسائل التى تساعد على سقوط الدموع مثل الجلسرين أو البصل كما كان يحدث قديماً، ولكن أحياناً يرفض النجم أو المخرج اللجوء لهذه الوسائل ويفضل البكاء بدموع حقيقية حتى يكون المشهد أكثر واقعية، وكان نجوم الزمن الجميل من المخرجين والفنانين يلجأون أحياناً لحيل بعضها مضحك حتى يبكى بطل العمل بدموع حقيقة، وهو ما ذكرته مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1956 تحت عنوان :" بين دموع الجلسرين ودموع التماسيح" أوضحت فيه بعض هذه الحيل.
وكان المخرج محمد كريم من المخرجين الذين يرفضون استخدام الجلسرين أو البصل فى المشاهد التى تتطلب بكاء الفنان، وكان يبذل كل جهده حتى يبكى الممثل بدموع حقيقية حتى أنه كان أحياناً يلجأ للعنف والشدة حتى يظفر بمشهد يبكى فيه الفنان بصدق.
وعندما كان محمد كريم يقوم بإخراج فيلم الوردة البيضاء الذى قام ببطولته موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، كان أحد المشاهد يستدعى أن تبكى بطلة العمل الفنانة سميرة خلوصى عندما يطرد والدها " سليمان نجيب" الشاب الذى أحبته " محمد عبدالوهاب" ، وطلب كريم من سميرة خلوصى أن تبكى بدموع حقيقية ولكنها لم تستطع بعد أن بذلت جهداً كبيراً.
وصب المخرج محمد كريم غضباً شديداً، وفجأة هجم على سميرة خلوصى وصفعها على وجهها صفعة شديدة وهو يقول :" انتى مش عارفة تمثلى"، وماكان من بطلة الفيلم إلا أن بكت بكاءا ً شديداً من اثر الصفعة والصدمة، وهنا تحقق للمخرج ما أراد وقام بتصوير المشهد، وبعد الانتهاء من تصويره اعتذر كريم لسميرة خلوصى، وأكد أنها صفعها ليجعلها تبكى وينتهى من تصوير المشهد.