تمر اليوم الموافق 28 سبتمبر ذكرى ميلاد الحاضر الغائب الضاحك البرئ الطاهر علاء ولى الدين الذى ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1963 ورحل عن عالمنا قبل أن يكمل سن 40 عاماً لكنه رغم حياته القصيرة ترك فناً وحباً فى قلوب الملايين من جماهيره وزملائه لم يتأثر برحيله بل يزداد كلما مرعام جديد على وفاته.
كان علاء ولى الدين رغم حياته القصيرة ولا زال يتمتع بقبول كبير ويعيش بيننا بأعماله وخفة ظله ، وإيفيهاته التى يحفظها الجميع وأدواره التى أمتعتنا وقدمت حلولا لبعض مشكلاتنا.. ناظر مدرسة الضحك الراقى عاشور عاشور عاشور، وعبود الجندى الطيب خفيف الظل، والست جواهر أم الناظر صلاح الدين التى عبرت عن شخصية الأم المصرية بكل تفاصيلها وعشرات الشخصيات التى دخل بها علاء قلوبنا وبيوتنا.
وفى ذكرى ميلاد ناظر مدرسة الضحك نعرض صورة نادرة لوالدته "أم علاء" بصحبة صديقه محمد هنيدى، وهى الصورة التى ألتقطت بعد وفاة علاء بسنوات وأيضاً بعد وفاة شقيقه خالد الذى لحق به بعد سنوات قليلة من وفاته إثر حادث، والتقطت الصورة فى خطوبة معتز ولى الدين شقيق علاء ولى الدين الأصغر حيث حرص هنيدى على التواصل مع والدة علاء وأخيه بعد وفاته وهو ما فعله سائر رفاق وأصدقاء علاء.
"أم علاء" هى تلك السيدة التى ضحت بالكثير وعاشت مأس كثيرة و التى اقتبس منها علاء ولى الدين لكثير من تصرفاتها وملابسها وروحها وطريقة كلامها حين جسد شخصية الست جواهر فى فيلم الناظر صلاح الدين ، كما أكد شقيقه معتز خلال حواره مع انفراد.
هى تلك السيدة التى كان بيتها مفتوحاً لعمالقة الفن من زملاء زوجها الراحل الفنان سمير ولى الدين تطبخ لهم ويأكلون من يدها ألذ الأطعمة ومنهم وحش الشاشة فريد شوقى ومحمود المليجى وعادل إمام وغيرهم.
وهى الأم التى أنجبت أبنائها الثلاثة علاء وخالد ومعتز وقبل أن تسعد بهم توفى زوجها بشكل مفاجئ قبل أن يكمل سن 48 عامًا تاركاً ورائه مسئولية كبيرة وزوجة فى منتصف الثلاثينات رفضت أن تتزوج بعده وعاشت لأبنائها واستندت على كبيرهم علاء الذى لم يكن تجاوز سن 14 عاماً حين توفى والده بينما كان شقيقه خالد فى سن 11 عاما ومعتز 9 سنوات.
تحملت الأم وابنها المسئولية وعمل علاء فى عدة مهن ليساعد والدته : موظف أمن وعامل فى المطاعم وغيرها، ووقفت إلى جوار ابنها حتى حقق حلمه وبدأ مشواره الفنى وبدأت الدنيا تضحك للأسرة، وكما كان البيت مفتوحاً لعمالقة الفن من زملاء الأب ، أصبح مفتوحاً وعامراً بأصدقاء الابن ورفاق عمره :" محمد هنيدى وأحمد السقا وأحمد أدم وصلاح عبدالله وعلاء مرسى وأشرف عبدالباقى وغيرهم ولكن سرعان ما كانت صدمة العمر بوفاة الابن والسند علاء ولى الدين، لتنقلب حياة الأم والأسرة رأسا ً على عقب.
وفى تصريحات لـ "انفراد" تحدث اسماعيل ولى الدين ابن عم علاء عن حياة والدة علاء بعد وفاته قائلا: «والدته فقدت الحياة من بعده، وظلت حتى وفاتها تجهز الغداء وتناديه».
كما أشار ابن عم علاء ولى الدين إلى المأساة الثانية التى عاشتها أسرة علاء وخاصة والدته بوفاة شقيقه خالد وزوجته فى حادث و كان معهما ابنهما يوسف الذى سمع والده ينطق الشهادة قبل موته.
وظل أصدقاء ورفاق علاء يودون والدته ويزورونها ليخففوا عنها حتى وفاتها.
وتابع اسماعيل ولى الدين :" عاشت أم علاء أحزاناً كبيرة ودخلت المستشفى وتدهورت صحتها بسبب مضاعفات السكر، فضلا عن إصابتها بالسرطان ودخلت فى غيبوبة، وظلت تنادى على علاء قبل وفاتها و كانت تنظر إلى تليفزيون المستشفى وتقول علاء بيتجوز قدامى أهه، وتوفيت بعد وفاة ابنها خالد بفترة قصيرة"، وهكذا عاشت والدة علاء ولى الدين الذى أضحك وأسعد الملايين ألاماً وأحزاناً تفوق قدرة البشر، رحم الله علاء ولى الدين ووالدته.