أحيانا يكون للقدر والصدفة دور كبير فى حياة الإنسان، وقد يتسبب موقف عابر فى تغيير مسار الإنسان واتجاهه إلى طريق بعينه، وهكذا كانت بعض الصدف والاشخاص فى حياة نجوم الزمن الجميل، تأثروا بها وغيرت حياتهم و لفتت انتباههم إلى موهبتهم الفنية ودفعتهم إلى طريق الفن.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1956 نشرت المجلة موضوعاً تحت عنوان " رجل تأثرت به" تحدثت خلاله عدد من نجمات الفن عن صدف ورجال كان لهم تأثير كبير فى حياتهن واتجهاههن للفن وطريق الشهرة.
وعلى الرغم من أن الفنانة الكبيرة شادية ولدت بعد وفاة الفنان خالد الذكر سيد درويش بسنوات طويلة إلا أنها ذكرت أنه كان له الفضل الكبير فى بداياتها وعشقها للفن والطرب، حيث كان والدها يعشق سيد درويش ودائما ً يتحدث عن عبقريته.
ولم تكن شادية تعرف شيئاً عن سيد درويش وألحانه حتى ربطتها علاقة صداقة بأسرة فى الإسكندرية وكانت هذه الأسرة تمتلك مجموعة من الاسطوانات للشيخ سيد درويش فاستمعت لها شادية كثيراً وحفظت أجزاء من أغنياته الشهيرة، وذات يوم فاجأت والدها بغناء بعض المقطوعات لسيد درويش، فبكى والدها من الفرح والطرب وفى هذه الليلة فكر والدها فى أن يعدها لمجال الفن والطرب.
وبعد سنوات عرض عليها أحمد بدرخان وحلمى رفلة بطولة فيلم من انتاجهما ، وكانت أول أغنية سمعاها منها أغنية لسيد درويش، فأعجب بها برخان إعجاباً شديداً، وبادر بأن وقع معها عقد فيلم "العقل فى أجازة".