ساعة و53 دقيقة من المتعة الحقيقة بالفيلم الوثائقى الجديد Secrets of the Saqqara Tomb، الذى طرح على منصة نيتفلكس يوم 28 أكتوبر الجارى، العمل يدور حول الأكتشاف الأثرى الضخم بـ منطقة سقارة، المنطقة التى بدأ العمل بها منذ أبريل 2018، منذ اكتشاف المقبرة الأثرية لـ واح – تي، العمل ركز على جميع الصعاب التى تواجه علماء الآثار فى خلال التنقيب عن المقابر الأثرية فى منطقة سقارة التى تعج بالكثير منهم، والتى لم يتم الوصول إلى بعض منهم بعد.
الفيلم الوثائقى الجديد ممتع لكل أفراد الأسرة حيث إنه يسرد طريقة التعامل مع المقابر الأثرية منذ بداية الوصول إليها حتى الانتهاء من تنقيبها، العمل سهل وبسيط، ويمكن استخدامه لـ شرح الكثير من المعلومات المهمة للأطفال، حول القدماء المصريين "الفراعنة"، وطريقة تعاملهم مع موتاهم، والأله المصرية القديمة.
كما يبرز العمل الجديد فرحة العاملين وتفانيهم فى الوصول إلى قصص أصحاب المقابر الفرعونية، بالإضافة إلى ذلك فأن العمل تميز بـ الحكى للمجموعة الرئيسية التى شاركت فى التنقيب، مما يطلع المشاهدين أكثر عن طبيعة العمل مع الآثار، ومدى أهمية التعامل برفق مع هذه الأثار عند الوصول إليها، وطرق التعرف على ملوك الفراعنة وعائلاتهم وقصصهم ورحلتهم التى انتهت منذ الألاف السنين.
وما يميز فيلم Secrets of the Saqqara Tomb، هى اللغة المصرية التى يتحدث بها أغلب ممن ظهروا فى العمل الجديد، ومن الممكن أن يكون العيب الوحيد على العاملين على الفيلم المتميز والجديد هو تحدث بعض منهم باللغة الأنجليزية، حيث كان من المفترض أن يكون العمل بأكمله باللغة المصرية، ألا فى حالة وجود أجانب ممن يعملون فى التنقيب عن الأثار المصرية القديمة.
ويوثق الفيلم الجديد اكتشاف مقبرة "فريدة من نوعها" بعثت من تحت الرمال في موقع أثري بمنطقة سقارة المصرية، وقام بـ إخراج الفيلم جيمس توفيل، ويدور الفيلم حول توثيق فريق من الأثريين الذين ينقبون عن سراديب وممرات، ومقابر، وغرف دفن لم يتم اكتشافها من قبل، ليكشفوا النقاب عن أهم اكتشاف أثري تشهده مصر منذ نحو 50 عاماً.
كما عرض الفيلم عملية اكتشاف مقبرة كاهن الدولة القديمة واح - تي، والتي لم يتم فتحها طوال 4500 عاماً، و5 غرف دفن أخرى، مما يفصح عن غموض تاريخي مذهل، حيث يصطحب الفيلم المشاهدين في رحلة عبر آلاف السنين في الماضي السحيق، ويقدم لهم نظرة فريدة غير مسبوقة عن حياة وموت أحد رجال مصر القديمة وأسرته.
وكان قد تم وصف هذا الاكتشاف أنه اكتشاف فريد، لا يأتي سوى مرة واحدة في كل جيل، حيث تم العثور على مقبرة واح - تي محفوظة بشكل مبهر إلى جانب 55 تمثالأ منحوتاً في الجدران، لتصبح هذه أكبر مقبرة مزينة تم العثور عليها في هذه الجبانة الملكية. خلال رحلة التنقيب، كما عثر الفريق على أكثر من 3000 قطعة أثرية، أما داخل حدود الجبانة المهداة إلى الإلهة - القطة المصرية باستيت، اكتشف فريق التنقيب مومياء محنطة لشبل أسد صغير– وهو أول أسد يتم اكتشافه في مصر، وتعد هذه سابقة مثيرة في علم المصريات.
تم تصوير الوثائقي في سقارة قرب القاهرة، وعلى بعد أقل من كيلو ونصف الكيلو من هرم زوسر المدرج، أحد أقدم الآثار الحجرية على وجه الأرض، وتم إصدار الفيلم الوثائقي عالمياً في 190 دولة بأكثر من 30 ترجمة، إضافة إلى الدبلجة باللغة الإنجليزية.
وجاءت فكرة الفيلم الوثائقي عند اكتشاف المقبرة التي تبلغ 4500 عام، والتي تصدرت أخبارها العناوين الرئيسية في جميع أنحاء العالم عند اكتشافها أواخر عام 2018، وهي مقبرة الكاهن المصري القديم واح - تي من الأسرة الخامسة، سنة 2500 - 2350 قبل الميلاد، في عهد الفرعون نفر إر كارع.
وعلق جيمس توفيل، مخرج فيلم أسرار مقبرة سقارة: "هذه لحظة مثيرة للعالم أجمع، فـ تصوير هذا الفيلم كانت تجربة مليئة بالمفاجآت المثيرة. والعمل مع الفريق المصري الذي يتمتع بصلة عميقة بأجداده، جعل هذا المشروع فريداً بشكل أكبر، لم تكن هذه المهمة تشبه أي مهمة أخرى. عادةً في مجال التنقيب عن الآثار تضطر للعمل لأسابيع كي تجد أي شيء. ولكننا خلال هذه المهمة كنا نحصل على اكتشاف مذهل كل بضع ثوانٍ. ومنها اكتشاف تمكنا من تصويره بالكاميرات بينما يحدث وهو العثور على أول مومياء محنطة لشبل أسد في مصر، وكانت لحظة رائعة للجميع. ثم كان لنا شرف استكشاف غرف الدفن لكاهن الدولة القديمة واح - تي. لاشك أن تصوير استكشاف مقابر من عهد الدولة القديمة هي فرصة ذهبية لأي صانع أفلام".
