تمر اليوم 122 عاما على ميلاد الفنان الكبير حسن البارودى الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 19 نوفمبر من عام 1898 بحى الحلمية بالقاهرة ليكون أحد عمالقة الفن وأساتذته ورواده الذين وصلوا للعالمية، وتركوا بصمة وأعمالاً لا تنسى فى تاريخ الفن.
فلا أحد ينسى مصطلحاته وأدواره الخالدة التى تحفظهما الأجيال، ومنها كلمات عم مدبولى الطيب فى رائعة يوسف شاهين باب الحديد: "قناوى يابنى.. البس بدلة الفرح.. هاجوزك هنومة"، وعباراته التى تجسد النفاق السياسى الذى يرتدى عباءة الدين فى كل العصور وهو يتحدث إلى الفلاح الفقير أبوالعلا فى فيلم الزوجة الثانية: "العمدة عاوز يناسبك يا أبوالعلا.. انطاع يا ابنى إحنا غلابة" وغيرها مئات الأدوار.
ولد الفنان الكبير حسن محمود حسانين البارودى لأب يعمل مترجما بشركة توماس كوك، فأتقن الابن اللغة الإنجليزية إتقانا شديدا، حيث تعلم فى مدرسة الأمريكان.
وفى ذكرى ميلاد الفنان الكبير يحكى ابنه الدكتور أشرف حسن البارودى قصة لقاء والده بالزعيم سعد زغلول وبماذا نصحه فى بداية حياته.
وقال الدكتور أشرف حسن البارودى فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" "بدأت مواهب أبى الفنية منذ الطفولة، وكان رئيس فريق التمثيل بالمدرسة ويتقن اللغة العربية، كما يتقن الإنجليزية، وعندما كان عمره 15 عاما اختاره مدرس اللغة العربية ليلقى كلمة أمام سعد زغلول الذى جاء فى زيارة للمدرسة".
وتابع ابن الفنان الكبير "بعدما انتهى والدى من إلقاء الخطبة ناداه سعد باشا وسلم عليه، وقال له :صوتك حسن مثل اسمك ومؤثر وقوى ومقنع، ولو عملت محاميا ستكون محاميا بارعا وتكسب القضايا اللى بتترافع فيها وممكن تاخذ البراءة من أول مرة"، ورغم سعادة أبى بهذه الكلمات إلا أن حلم التمثيل يراوده ولم يفكر فى غيره، وبذلك خالف نبوءة الزعيم سعد زغلول".
أما عن علاقته بكوكب الشرق فقال ابن الفنان حسن البارودى أن والده كان من أقرب أصدقاء أم كلثوم التى وصفت صوته المميز قائلة "حسن البارودى يغنى على المسرح بتعبيراته وقوة صوته".
وتابع "كانت كوكب الشرق تدعوه دائما لحضور الصالونات الأدبية التى تقيمها بمنزلها، حتى أنها كانت ترفض أن يبدأ النقاش إلا بعد حضوره، وكان لها دور كبير عندما أصيب بضعف شديد بالنظر وكان مهددا بـ"العمى"، فتدخلت أم كلثوم وأجرت اتصالات على أعلى المستويات، وخلال ساعات أنهت كل الإجراءات وسافر والدى إلى لندن لإجراء العملية".
بدأ البارودى مشواره فى السينما عندما شارك عام 1920 فى فيلم ابن الشعب وتوالت أعماله السينمائية حتى وصلت إلى 100 فيلم من روائع السينما المصرية والعربية والعالمية، وشارك فيها عمالقة الفن ومنها "باب الحديد- الزوجة الثانية- الطريق- أمير الدهاء- حسن ونعيمة- جعلونى مجرما- زقاق المدق- هجرة الرسول- درب المهابيل - الشيماء - جريمة حب - بلال مؤذن الرسول - رسالة إلى الله - لحن الوفاء - الأم القاتلة- أقوى من الحب- الطريق"، وآخر فيلم شارك فيه فى نفس العام الذى توفى فيه وهو فيلم العصفور ليوسف شاهين سنة 1974.
كما شارك فى أكثر من 200 مسرحية خلال مشواره الفنى، وفى ثلاث أفلام عالمية وهى " الخرطوم، روميل يغزو القاهرة، ثلاث قصص مصرية".