فى مثل هذا اليوم الموافق 22 ديسمبر من عام 1993 رحل عن عالمنا الفنان الكبير صلاح ذو الفقار فتى الشاشة خفيف الظل، الذى دخل القلوب بموهبته وبساطته وأعطى الفن حتى آخر يوم فى حياته.
هو الضابط كمال فى فيلم الرجل الثانى والدكتور حمودة بتاع حتى فى فيلم الأيدى الناعمة، وعيسى العوام فى الناصر صلاح الدين، وحسين فى مراتى مدير عام، وأحمد فى "أغلى من حياتى"، وصالح فى "عفريت مراتى"، وحسين فى رد قلبى، وغيرها عشرات الأدوار التى أبدع فيها صلاح ذو الفقار واستحوذ على القلوب.
وفى ذكرى وفاته الـ27 نقدم عددا من المعلومات عن الفنان الكبير صلاح ذو الفقار.
ولد صلاح ذو الفقار 18 يناير عام 1926، لأب ضابط شرطة برتبة عميد، وكان الأخ الخامس لأربعة أشقاء "محمود - عز الدين - كمال - ممدوح"، وكان يحلم بدخول كلية الطب فالتحق بكلية طب الإسكندرية، لكن ببسبب مرض والده ووفاته انقطع عن الدراسة لفترة وارتفعت نسبة غيابه عن الكلية وتم فصله.
تقدم صلاح ذو الفقار لكلية الشرطة واجتاز الاختبارات وتخرج عام 1946، ضمن دفعة الوزراء أحمد رشدى والنبوى إسماعيل وزكى بدر، وعمل فى سجن طرة، وتم تعيينه مدرساً فى كلية الشرطة.
وكان صلاح ذو الفقار مشرفاً على السجن الذى اعتقل فيه الرئيس السادات فى شبابه عندما كان متهماً فى قضية مقتل أمين عثمان.
وفى حوار لنا مع رقية السادات تحدثت عن مقابلتها لصلاح ذو الفقار أثناء زيارتها لوالدها فى المعتقل.
وقالت ابنة الرئيس السادات لـ "انفراد": "كان عمرى 5 سنوات وكان جدى يصطحبنى معه لزيارة والدى عام 1946، ولا أنسى المشهد الذى رأيته فى ممرات السجن، حيث شاهدت مساجين عراة الظهر تسيل منهم الدماء بعد ضربهم بالكرباج، فارتعدت وصرخت، لأننى اعتقدت أنه يتم تعذيب أبى مثلهم".
وأشارت رقية السادات إلى أن ضابط السجن وقتها كان الفنان صلاح ذو الفقار: "كان ضابطا حديث التخرج، وسألته وأنا أبكى أنتم بتضربوا بابا كدة؟ فطمأننى وأجلسنى على قدمه، وقال لى دول مجرمين لكن بابا مش مجرم، وجاء أبى ووجدته يرتدى البيجامة وشكله مهندم، حيث كان حريصا على مظهره حتى فى السجن وفى فترات الفقر".
تكمل الابنة حديثها عن هذه الواقعة قائلة: "أول ما شفته حضنته وسألته هما يضروك يا بابا؟ فقال لى أنا مش مسجون، أنا معتقل سياسى وعاوز أرجع بلدى من الإنجليز، ليعلمنى بذلك أول درس فى الوطنية".
وفي عام 1957 وبينما لا يزال صلاح ذو الفقار ضابطاً فى الشرطة، ساعده شقيقه المخرج عز الدين ذو الفقار، على الظهور للمرة الأولى على شاشة السينما فى فيلم "عيون سهرانة"، فاستقال من الشرطة ليتفرغ للفن.
كون الفنان صلاح ذو الفقار ثنائيًا فنياً مع الفنانة شادية واشتركا فى العديد من الأفلام الرومانسية والكوميدية، وجمعتهما قصة حب طويلة توجت بالزواج.
وما لا يعرفه الكثيرون أن الفنان الكبير صلاح ذو الفقار شارك فى العديد من الافلام العالمية، ومنها الفيلم بريطانى "الفرسان"، الذى جسد فيه شخصية صلاح الدين الأيوبى، والفيلم مكسيسكى "نفرتيتى" الذى جسد فيه دور حور محب قائد القوات العسكرية فى عهد إخناتون، والفيلم الإيطالي الألماني "ابتسامة أبو الهول" مع نجوم من إيطاليا وألمانيا وأمريكا، وأعجب به المخرج، وعرض عليه العودة معه إلى إيطاليا والانطلاق للعالمية، لكنه رفض مفضلا العمل فى مصر.
وظل الفنان الكبير يعمل وانتقل من أدوار الشاب والفتى الأول إلى أدوار الأب واستمر فى عطائه الفنى حتى آخر أيام حياته، وتوفى فى 22 ديسمبر عام 1993 عن عمر ناهز 67 عاماً أثناء تصوير المشهد الأخير من فيلم الإرهابى إثر أزمة قلبية مفاجئة.