كان الفنان العبقرى نجيب الريحانى حكيماً خفيف الظل مرهف الحس تشبه شخصيته الطبيعية تلك الشخصيات التى قدمها فى السينما والمسرح، يتعامل مع الحياة بصدق وبساطة ومرح ، ويضحك معها حتى البكاء.
واشتهر الريحانى بالعديد من الطرائف والنوادر ، حتى أنه كان يضحك على موته ويتندر على نفسه، وقبل رحيل الريحانى الذى فارق عالمنا عام 1949 سأله أحد الصحفيين : ماذا تقول فى رثاء نفسك ولو أتيح لك أن تكتب النعى بنفسك؟
فأجاب الريحانى قائلا: " مات شخصى وكان يجب أن يموت، مات كشكش بيه بعد أن ترك تراثاً من المسرحيات الخالدة، ومات الريحانى فلم يترك إلا ثروة من التريقة والقفش ، مات من كانت حياته كلها للسهر والعربدة والتضحية من أجل الغير"
وتابع الريحانى فى رثاء نفسه قائلا:" مات نجيب بعد أن كان لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب، مات بعد أن شكا منه طوب الأرض، وطوب السماء إذا كان لها طوب، كان صريحاً فى زمن ساده النفاق، وكان بحبوحاً فى زمن طغت عليه القريفة، مات الريحانى ففى ستين سلامة"
ورحل نجيب الريحاني عن عالمنا فى 8 يونيو عام عن عمر ناهز الستين عامًا، بعد تدهور حالته بسبب مرض اليفويد، والذي أثر على رئتيه وقلبه ليلفظ أنفاسه الأخيرة فى المستشفى اليوناني بالعباسية ، وكان أخر أفلامه فيلم «غزل البنات»، الذى عرض بعد وفاته واضطر أنور وجدى أن يغير نهاية الفيلم بعد وفاة الريحانى.