في كل الأحيان وليس بعضها عندما ينتقد أحد الفن بشكل عام وبمختلف فروعه أو يقلل من الفنانين، يخرج أهل الفن ويصرخون في وجه منتقديهم، معلقين بالعديد من الجمل الدفاعية أو التوضيحية منها: ألم تعلموا أن الفن رسالة، ألم تعلموا أن الفن يسلط الضوء على مشاكل المجتمع ويخلق فكرا جديدا وثقافة تؤهلنا للتعامل مع الظلام المجتمعى، ألم تعلموا أن الفنان دوره لايقل عن الواعظ والشيخ والقس.
أنا كمواطن وليس كصحفيا يهمنى في النهاية أن يكون للفن رسالة إنسانية في المقام الأول، يتعلم المتلقى منها كيف يكون إنسانا؟، وأن يكون الفنان نفسه يحمل قدرا من الإنسانية، وهنا أخص بالذكر النجم تامر حسنى، فبصرف النظر عن نجاحه منقطع النظير غنائيا وسينمائيا، والذى وضعه في مرتبة خاصة عربيا وليس مصريا فحسب، بل جعله أحد أهم النجوم العرب الذين يرفعون راية مصر في المحافل الدولية والعالمية، فهو إنسان أيضا بكل ما تحمله الكلمة من معانى، نعم تامر حسنى يوميا دون أن يعلم هو نفسه، يضرب دروسا في الإنسانية وفى الرقى في التعامل مع بنى البشر، نعم عزيزى أنا لم أبالغ عندما أصفه بنجم الإنسانية، فكنت شاهدا ووسيطا على العديد من الحالات الإنسانية التي دعمها ووقف بجانبها منها على سبيل المثال "مرضى يحتاجون لمساعدات مادية، عمليات يتوقف إجراؤه لبسطاء على علاج مطلوب لايقدرون على شرائه، حالات تتمنى التقاط صور تذكارية معه وزيارته فى منزله بصفته نجما لا ملايين المحبين بالوطن العربى، أمنيات يحققها تامر لفتيات كثيرات من جمهوره تتمنين حضوره لزفافهن، شباب يرغب في لقائه، ذوى احتياجات خاصة حلمهم مقابلته"، وغيرها من المواقف الإنسانية التي لا تتواجد سوى في إنسانا أعطاه الله لين القلب، ولا يمنحها الله سوى للقادرين على جبران الخاطر.
عزيزى القارئ أنا لا أبالغ عندما أخبرك أن هناك الكثير من نجوم الصف الأول الذين يتقاضون ملايين طائلة، ويتصدرون المشهد في السوشيال ميديا، تجدهم في كثير من المواقف الإنسانية زيرو نعم لا يميلون لفعل الخير على الإطلاق، ولا يدركون أهميته عند المولى، يتظاهرون بالملائكية عبر صفحاتهم على السوشيال فقط، وعندما تنزل معهم على أرض الواقع تجد قلوبهم متحجرة تجاه الحالات الإنسانية التى تقابلهم، فنانون فقط يبحثون عن اللقطة التي تروج لهم عند الجمهور، وأخرين لا يدركون أن الفنان لابد أن يكون له دور مجتمعى خيرى بصفته مشهور يعبر عن مجتمع وفئات كثيرة، صدقونى كثيرون مما يمنحون لأنفسهم ألقابا لا يستحقونها، لأنهم لا يحبون سوى أنفسهم، ولا يشعرون بغير نجاحهم فأنا ثم أنا ثم أنا، لذلك أجد أن تامر حسنى بالفعل يستحق لقب نجم الإنسانية، تجاه مايفعله سرا وعلنا".