استطاعت أن تخطف الأنظار منذ ظهورها الأول ولقبت بالطفلة المعجزة، ومنذ اللحظة الأول تنبأ لها الجميع بأنها ستكون أشهر نجمات السينما إلا أن الحظ كان له رأى آخر، فقد اعتزلت الفن وهى فى بداية شبابها لتظل فى أذهاننا إلى الآن الطفلة المعجزة التى لم يستطع أى طفل فى السينما الوصول لمكانتها الفنية إلى الآن.
هى الفنانة الراحلة "فيروز" التى تحل اليوم ذكرى وفاتها، اسمها الحقيقي بيروز آرتين من أسرة أرمانية من حلب بسوريا، عشقت الفن منذ طفولتها وكان لديها إمكانيات كبيرة كانت واضحة كوضوح الشمس فكانت ترقص وتغنى فى الحفلات المنزلية وكان الحضور يستمتع بما تقدمه وفى إحدى المرات كان من ضمن الحضور الفنان إلياس محمد الذى قرر أن يكتب لها مونولوج لتغنيه فى إحدى الحفلات المنزلية وبعد أن قدمته أنبهر به الحضور.
تبناها فنيًا الفنان الراحل أنور وجدى ووقع مع والدها عقد احتكار لمدة عشر سنوات وكان أول أفلامها "ياسمين" وكان من المفترض أن يكون إنتاجًا مشتركًا بين وجدى وعبد الوهاب ولكن خشى عبد الوهاب أن يخوض التجربة ويغامر بطفله جديدة وقرر الاعتذار فلم ييأس وجدى وخاض المغامرة بمفرده لإيمانه الشديد بها وبإمكانياتها ونجح الفيلم نجاحا فاق التوقعات .
وفى أحد اللقاءات قالت فيروز عن أنور وجدى وعن أول مشاهدها معه فى فيلم ياسمين "فى أول مشهد لى فى فيلم ياسمين كنت أرتدى فستانا ممزقا وعندما دخلت مكان التصوير وجدت هناك الكثير من الأطفال الذين يرتدون فساتين جميلة فبكيت بشده فسألني أنور وجدى عن سبب البكاء فشرحت له وقلت له لماذا أرتدى أنا فستانا ممزق وهم يرتدون فساتين جميلة فقال لى "إحنا ابتدينا بقى" وبدأ يشرح لى أنهم كانوا يصورون للتو مشهد عيد ميلاد لياسمين وكان لابد أن يرتدى الأطفال فساتين جميلة وفى النهاية اقتنعت.
وعن شائعة بخل الفنان أنور وجدى قالت فيروز فى أحد اللقاءات، لا أستطيع أن أجزم أن أنور وجدى كان بخيلا لأنه كان يصرف ببزخ على أفلامه ولكن كان له بعض المواقف التى تظهر بعض البخل فمثلا عندما كنا ننتهى من التصوير كان يأخذ منى كل شيء مرتبط بالتصوير من ملابس وإكسسوار ولعب وكل شيء حتى أننى فى إحدى المرات قلت له بتهكم "نسيت دبوس الشعر" وكان رد فعلى نابع من كونى طفلة.
قرر والد الفنانة الراحلة فيروز ألا يجدد عقد الاحتكار مع الفنان أنور وجدى وبدأ ينتج لها أفلاما كان آخرهم " بفكر فى اللى ناسينى " وكان حينها قد بدأت فيروز فى مرحلة الشباب ولم يحقق الفيلم نجاحا فيظهر أن الجمهور أبى أن يراها كبيرة وأراد أن تظل فى عينيه الطفلة المعجزة فقررت أن تعتزل الفن محتفظة برصيدها الكبير عند جمهورها .