رحل الفنان الكبير يوسف شعبان عن عالمنا بعد رحلة عطاء فنى طويلة قدم خلالها العديد من الروائع الفنية التى سجلت اسمه فى سجلات مبدعى الفن وعمالقته.
وكان الفنان الكبير أحد فرسان الدراما التى قدم خلالها عشرات الأعمال الخالدة.
ورغم قلة أفلامه السينمائية مقارنة بأعماله الدرامية ظلت مشاركاته فى عدد من روائع الأعمال السينمائية دليلاً على طاقاته الفنية التى لم تستغل بكاملها، فالنجم الذى امتلك مواصفات الجان فى شبابه حتى وإن لم يحصل على أدوار البطولة أو الفتى الأول وقف أمام عمالقة الفن وشاركهم أقوى الأفلام، فمن ينسى جلال العريس فى «أم العروسة»، وسلامة فى «بياعة الجرايد»، وفرج فى «زقاق المدق»، ورؤف فى «حمام الملاطيلى»، وعصام فى «الثلاثة يحبونها»، وعباس فى «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، والوزير أحمد ثابت فى «هدى ومعالى الوزير»، وطلعت الحلوانى فى «كشف المستور»، ويوسف فى «قضية سميحة بدران» والعقيد مدحت فى «ليلة القبض على بكيزة وزغلول»، وغيرها عشرات الأدوار المتنوعة.
وخلال حوار أجريناه مع الفنان الكبير يوسف شعبان قبل رحيله بأشهر فسر سر ابتعاده عن السينما لفترة طويلة رغم بداياته القوية وتركيزه على الدراما.
وقال الفنان الكبير فى حواره لـ "انفراد": «أغلب مكاتب الإنتاج فى نهاية الستينيات والسبعينيات والثمانينيات سافر أصحابها للبنان، وكان الإنتاج ضعيفا والأفلام هزيلة، ولم يسعدنى أن أعمل خلال هذه الفترة، وعانى الفنانون من ظروف صعبة والكثيرون قبلوا أعمالا ضعيفة بسبب الظروف الاقتصادية».
وحكى الفنان يوسف شعبان عن أحد المواقف التى لا ينساها قائلا: «قرأت خبرا خلال هذه الفترة بأن الفنانة الكبيرة نادية لطفى ستقوم ببطولة فيلم مع مخرج ضعيف، فاتصلت بها وسألتها: صحيح هتشتغلى مع فلان ده مخرج ضعيف، فردت عليا ردا لا أنساه، قائلة: لو معاك 5 جنيه ابعتهالى، فسكتت ولم أنطق».
وأشار الفنان الراحل إلى أنه اضطر تحت ضغط الظروف إلى قبول بعض الأفلام الضعيفة ولكنه حاول بقدر الإمكان أن يختار أفضل ما عرض عليه: «عملت مع صباح فيلمين فى فرنسا وفيلم مع شمس البارودى ، وبعدها اتجهت للدراما».