تمر اليوم الذكرى 43 عاما على رحيل ملكة الكوميديا الفنانة الكبيرة زينات صدقى التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 2 مارس من عام 1978 بعد رحلة عطاء فنى خلدت اسمها فى سجلات عمالقة الفن والكوميديا الذين لن يتكرروا.
زينات صدقى التى لا تزال عباراتها وإيفيهاتها العابرة للأجيال تتردد على الألسنة ويحفظها الجميع وتبعث دائما على الضحك والابتسامة :«كتاكيتو بنى، إنسان الغاب طويل الناب، يا سارق قلوب العذارى، يا مُهدَى إلى الحديقة يا وارد أفريقا، عوض عليا عوض الصابرين يارب»
نجمة الكوميديا التى رحلت عن عالمنا بعد مشوار مع الفن والحياة ذاقت خلاله أوجاعاً وأحزاناً وملأته بهجة وابتسامة، فبعد تألقها الفنى عاشت زينات صدقى لفترة طويلة بعيدة عن الأضواء وتبدل بها الحال ولكنها ظلت كريمة تساعد كل من احتاج إليها سواء فى أيام رخاءها أو أيام شدتها، وكرمها الرئيس السادات فى أول احتفال لعيد الفن بعد فترة من ابتعادها كما دعاها لزفاف ابنته، واتصل بها بنفسه.
وفى أواخر حياتها لم تستغل زينات صدقى علاقتها بالرئيس السادات ورفضت أن تتصل به أو تطلب شيئا حتى بعد مرضها.
كانت عملاقة الكوميديا زينات صدقى تعيش مع نادرة ابنة شقيقتها سنية التى تبنتها منذ مولدها، وكانت نادرة ابنة على 13 ولدا، فعرضت زينات صدقى على أختها أن تاخذها لتربيها معها وتتخذها ابنة لها لأنها لم تنجب، وتولت تربيتها وتعليمها حتى تزوجت وأنجبت توأمها «طارق وعزة» اللذين اعتبرتهما زينات صدقى حفيديها وتولت رعايتهما وتربيتهما، وكانا أقرب الناس إليها.
وعن تفاصيل الأيام الأخيرة فى حياة زينات صدقى تحدثت حفيدتها عزة مصطفى فى حوار لـ "انفراد".
قالت حفيدة زينات صدقى : «جدتى أصيبت بمياه على الرئة قبل وفاتها بفترة بسيطة، وعندما قالت لها أمى اطلبى من السادات تروحى مستشفى كانت تقول فى ناس أحق منى، والرئيس ربنا يعينه على اللى هو فيه»
وتابعت الحفيدة: «أخى طارق كان فى الكويت وقبل وفاتها جاء لرؤيتها وطلبت كريز، وقالت كل اللى فى الأوضة يخرجوا ماعدا طارق وعزة، وظلت تضع الكريز فى فمى وفمه وتقول لما انتوا تاكلوا كأنى أكلت، ومسكت إيدينا وقالت خلوا بالكم من بعض ومن أمكم، وانت ياطارق كفاية غربة علشان اختك ماتقعدش لوحدها».
تبكى الحفيدة وهى تتذكر هذه اللحظات وتكمل: «قالت اخرجوا عاوزة أرتاح، ومشينا حتى منتصف الغرفة فتنهدت، ونظرنا إليها فوجدناها توفيت وكان ذلك فى 2 مارس 1978، ودفنت فى مدفن عابرى السبيل الذى أنشأته، وأصيبت شقيقتها فاطمة بانفصال شبكى من الصدمة، وظلت والدتى حتى وفاتها منذ 12 عاما توصينا بألا ننسى جدتنا وأن نحيى ذكراها، وهاجر أخى طارق منذ أكثر من 30 عاما وقال مش هاجى مصر وأمى وجدتى مش فيها».
ودفنت زينات صدقى فى المدفن الذى اشترته ووضعت عليه لافتة «مدفن الصدقة وعابرى السبيل» إلى جوار الفقراء الذين أحبتهم وأرادت أن يكونوا جيرانها فى الآخرة.