يمر اليوم 15 عاما على رحيل الفنان الكبير حمدى غيث الذى غادر عالمنا بعد رحلة طويلة مع الفن فى مثل هذا اليوم الموافق 7 مارس من عام 2006.
حمدى غيث الفنان الكبير الشهير بريتشارد قلب الأسد أحد أشهر أدواره فى فيلم الناصر صلاح الدين ، والذى كان يتمتع بشخصية وحضور قوى ، وموهبة كبيرة وصوت جهورى ولغة عربية سليمة ، أحد عمالقة المسرح المصرى وأساتذته، والذى كان يتمتع بهيبة ومكانة كبيرة بين زملائه.
حمدي غيث هو أحد وحوش التمثيل وعمالقة المسرح فى عصره الذهبى ، مخرجا وممثلا وأستاذا بمعهد الفنون المسرحية علم أجيال ، هو ريتشارد قلب الأسد فى فيلم الناصر صلاح الدين، وأبو سفيان ابن حرب فى فيلم " الرسالة"، المعلم حسونة فى "التوت والنبوت"، والبدرى أبو بدار فى مسلسل "ذئاب الجبل"، والعز بن عبدالسلام فى مسلسل " الفرسان"، وغيرها عشرات الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية.
وفى حياة حمدى غيث الذى ولد فى 7 يناير من عام 1924 لأسرة من أعيان الشرقية ورثت العمودية صدمات كثيرة عاشها مع الحياة ، وكانت أولى هذه الصدمات وفاة والده وهو فى سن 4 سنوات ، حيث كان الأب يدرس الطب فى إنجلترا، وأثناء الحرب العالمية عاد إلى مصر ولم يستطع الرجوع لاستكمال دراسته، وتولى العمودية فى قريته شلشلمون بمنيا القمح، وتوفى والد حمدى وعبدالله غيث فى سن صغيرة ، وكان عبدالله غيث المولود فى 28 يناير عام 1928 رضيعًا وقت وفاة والده، بينما كان شقيقه حمدى المولود فى 7 يناير 1924 فى سن الرابعة، فاصطحبت الأم طفليها حمدى وعبدالله بعد وفاة زوجها إلى القاهرة لتسكن فى حى الحسين بالأزهر، حيث كان والدها وشقيقها من شيوخ الأزهر.
والتحق حمدى غيث بكلية الحقوق بالتزامن مع دراسته بمعهد التمثيل حتى وصل إلى السنة النهائية بكلية الحقوق ولكنه رشح لبعثة إلى فرنسا لدراسة الفنون المسرحية لمدة 4 سنوات فغلبه حب الفن ولم يدخل امتحان الحقوق ، وكان الأول على دفعته بمعهد الفنون المسرحية، الذى ارتبط فيه بحب إحدى زميلاته ، وتزوجها وسافرا معًا إلى البعثة بفرنسا، ولكنها توفيت بعد أن أنجبت ابنتهما ميادة وتركتها وهى فى عمر عام ونصف العام، وحزن حمدى غيث حزنا شديدا بوفاة زوجته وأم ابنته، وكانت هذه الصدمة من أشد صدمات حياته.
بينما كانت أكبر صدمة فى حياة الفنان الكبير حمدى غيث الذى ارتبط بشقيقه الأصغر عبدالله غيث وكان يعتبره ابنه وتوأم روحه عندما شعر عبدالله بآلام مرض السرطان فى مراحله الأخيرة ، واكتملت المأساة بوفاة عبدالله غيث فى 13 مارس 1993، فكانت أكبر صدمة فى حياة حمدى غيث ، وتغيرت وتأثرت شخصيته بشكل كبير وأصبح فى حالة حزن دائم، واستكمل الشقيق الأكبر دور شقيقه فى مسلسل المال والبنون بعد إلحاح من المخرج ، ولكنه ظل حزينا على فراق شقيقه حتى لحق به فى 7 مارس عام 2006.