يمر اليوم 57 عامًا على وفاة عملاق الكوميديا الفنان الكبير عبد الفتاح القصرى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 8 مارس عام 1964 بعد رحلة حياة امتزج فيها الفن والكوميديا بالمآسى والأحزان.
عبدالفتاح القصرى الذى يعيش بيننا بأعماله وإفيهاته وشخصياته التى أمتعنا به وخلدت اسمه بين كل الأجيال رغم رحيله، "انتى ست انتى، ده انتى ست اشهر، يا صفايح الزبدة السايحة، كلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبدًا.. خلاص هتنزل المرة دى، ومرافعته الشهيرة فى فيلم الأستاذة فاطمة، وغيرها من عبارات لاتزال راسخة فى الأذهان".
عرف عبد الفتاح القصرى واشتهر بشخصية المعلم أو شيخ الصيادين وابن البلد الذى يوحى مظهره وطريقه كلامه بأنه لا يقرأ ولا يكتب بينما كان يجيد الفرنسية والإنجليزية حيث ولد فى عائلة تعمل فى الصاغة، ويمتلك أفرادها ومنهم والده فؤاد القصرى محلات ذهب فى الجمالية، والتحق القصرى بمدارس الفرير الفرنسية، وأتقن اللغة الفرنسية والإنجليزية ولكنه سرعان ما ترك الدراسة بسبب حبه للفن.
وجمع عبدالفتاح القصرى فى طفولته بين مخالطة أبناء الطبقة الراقية فى المدرسة وبين انتمائه وحبه لأولاد البلد الشعبيين فى الجمالية ومقاهيها وشوارعها، ودائمًا كانت ترجح الكفة الثانية فأحب حياة الباعة والمعلمين وولاد البلد وتأثر بهم.
تعرف "القصرى" على عدد من فنانى المسرح، وعشق الفن والتمثيل وبدأت محاولاته لاحتراف الفن، فالتحق بعدد من الفرق المسرحية ومنها فرقة فوزى الجزايرلى، وعبد الرحمن رشدى، وجورج أبيض والريحانى وإسماعيل ياسين.
وبدأ مشواره الفنى على المسرح ثم السينما وحقق نجاحاً كبيراً بشخصية المعلم ابن البلد، ومنها شخصية المعلم حنفى، ولم يستطع القصرى الخروج عن عبائة المعلم التى اشتهر بها وعشقها الجمهور، حتى أنه رفض تجسيد شخصية زكى باشا مبارك.
عرف القصرى ما يريده منه الجمهور ورفض أن يخرج عن جلباب وعباءة ابن البلد، وقال عن ذلك فى أحد حواراته النادرة : "أنا لا أصلح إلا لأدوار أولاد البلد، صاحب قهوة، جزار، حانوتى، ماقدرش أمثل دور باشا عمرى ما قعدت مع باشوات".. هكذا رد القصرى ضاحكًا عندما عرض عليه المخرج أحمد بدرخان عام 1951 المشاركة فى فيلم "مصطفى كامل" بتجسيد شخصية "زكى باشا مبارك".