كثيراً ما يلعب القدر دوره فى حياة الإنسان ليكتب له النجاة من الموت فى آخر لحظة وبترتيبات بعيدة عن إرادته، وكثيراً ما تعرض نجوم الزمن الجميل للعديد من المواقف التى أوشكوا فيها على الموت والخطر لكن كان للقدر ترتيبات أخرى كتبت لهم النجاة فى آخر لحظة.
وكان من بين هؤلاء النجوم الفنان الكبير كمال الشناوى والذى حكى لمجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1955 كيف نجا من الموت أو الإصابة بأعجوبة.
وقال كمال الشناوى إن عمله فى أحد الأفلام كان يقتضى سفر فريق العمل إلى إحدى القرى لتصوير بعض المناظر، وكان ذلك فى فصل الشتاء، واتفق فريق العمل على السفر فى الصباح الباكر بالسيارات إلى القرية التى يتم فيها التصوير، لكن الشناوى عارض فكرة السفر بالسيارات فى الطرق الزراعية خوفا من الحوادث التى كانت تقع نتيجة لسوء الأحوال الجوية، وسقوط الأمطار الشديدة.
وأوضح الفنان الكبير قائلاً "أصر منتج الفيلم على أن أسافر بالسيارة، وأصررت أنا على أن أسافر بالقطار وأن أنزل فى محطة قريبة من القرية وتقلنى سيارة بعدها إلى مكان التصوير، وحدث خلاف بينى وبين المنتج وصل إلى أنه أرسل لى برقية ينذرنى فيها باتخاذ الإجراءات القانونية إذا تأخرت عن الموعد المحدد للتصوير فى القرية".
وتابع "فى صباح اليوم التالى ركبت القطار ووصلت إلى المحطة، ثم ركبت سيارة نقلتنى إلى مكان التصوير، وجلست نحو 5 ساعات أنتظر باقى زملائى الذين استقلوا السيارات فى طريق الوصول للقرية".
وكانت المفاجأة أن وصل مدير الإنتاج ومعه بعض العاملين بالفيلم وأخبر كمال الشناوى بأن حادثاً وقع لهم فى الطريق وغرست سيارتهم فى الوحل الناتج عن الأمطار واصطدمت بهم سيارة نقل كبيرة بسبب الضباب، وأصيب فريق العمل بالعديد من الإصابات، وتعطل العمل بالفيلم لمدة 10 أيام.
وأضاف كمال الشناوى: "جاءنى المنتج يعتذر عن برقية الإنذار التى أرسلها لى وتمنى لو أنه كان سمع كلامى وسافر الجميع بالقطار، لكنها الأقدار التى شاءت ان يتعطل الفيلم وأن أنجو من هذا الحادث".