أكد الفنان العربى التونسى لطفى بوشناق، اليوم الأحد، أنه لا يمكن لأحد إنكار دور مصر الكبير وفضلها على الفن العربى بشكل عام، بما فيه المسرح والسينما والغناء، مشددا على أن مصر ستبقى دائما الوتد للأمة العربية بأكملها.
وقال بوشناق فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن مصر مدرسة كبيرة وتاريخها أيضا كبير، وأنه تعلم من أساتذتها الكبار الذين لهم فضل عليه وعلى الفنانين العرب، مشيرا إلى أنه عاش فى مصر وتعلم منها الكثير، وأنه لا يجد ما يكفى من الكلمات ليعبر عن حبه وتقديره لها.
وأشاد بوشناق بعودة الأنشطة الثقافية والفنية فى تونس، قائلا إن الجماهير متعطشة للأنشطة الثقافية التى توقفت بسبب جائحة كورونا، وإنه كفنان افتقد جمهوره طيلة فترة التوقف، ولذلك يقوم حاليا بعدة مشاريع فنية، مؤكدا أنه دائما في فنه يحاول أن يكون شاهدا على العصر وأن يقدم الجديد دائما، لأن الفنان برأيه يجب أن يواكب كل الأحداث، وأن يكون المرآة التى تعكس الواقع الذى يعيشه .. مشيرا إلى أن ما يعرفه الجمهور عن بوشناق لا يتجاوز 10% من أعماله الفنية.
وأضاف أن أعماله دائما ما تكون مستوحاة من الواقع والأزمات التى تعيشها شعوب المنطقة العربية، لافتا إلى أنه لا يغنى فقط للحب وللجمال، ولكنه حريص على أن يغنى أيضا لقضايا الشعوب وهو بحسب رأيه، يعتبر حبا من زاوية أخرى.
وأوضح الفنان التونسى الكبير أن دور الفنان هو خدمة وطنه، واصفا نفسه بـ"الناطق الرسمى لشعبه وما يدور فى بلاده"، لأنه جزء منه، وهو يحاول أن يعبر عن ذلك لأن رسالة الفن والفنانين تأثيرها يكون أقوى من آلاف الخطابات.
وأكد بوشناق أنه يحاول أن يعبر دائما عن كل القضايا التى تهم العالم العربى، خاصة القضية الفلسطينية التى تشغل باله دائما، ولا يستطيع تجاهلها مهما كلفه الأمر، مشيرا إلى أنه جزء من الوطن العربي وأن الحدود الجغرافية لا يأخذها في الاعتبار لأن الفن لا يعرف الحدود، ومواقف الإنسان والفنان هي التي تبقي ويسجلها التاريخ، مشددا على صدقه في كل مواقفه من القضايا التى تهم الإنسانية.
وتابع لطفى بوشناق قائلا إنه عبر مسيرته الفنية، قام بالغناء فى كل الدول العربية، وكثير من دول العالم مثل اليابان والهند وأمريكا وكندا، معربا عن اعتزازه بغنائه فى دار الأوبرا المصرية .. لافتا إلى أن أهم الأحداث الفنية فى حياته هو إحياؤه حفلا على مسرح قرطاج عام 1979، حيث كان أول فنان تونسي يعتلي مسرح قرطاج ليقيم حفلا بمفرده، وهى المرة الأولى فى تاريخ مهرجان قرطاج.
وأشار إلى حرصه فى كثير من المناسبات على الظهور بالزى التونسى التقليدى الذى يفتخر به، لأنه يعبر عن هويته العربية التونسية، موضحا أن كل شعب لديه نكهته الخاصة التى يجب أن يحافظ عليها، وأن الفنان بصفة خاصة، يلزم أن يكون له دائما شخصية فنية وثقافية تميزه في الشكل وفي المضمون أيضا.
وعن علاقته بوسائل التواصل الاجتماعى المختلفة (السوشيال ميديا)، قال الفنان لطفى بوشناق إن السوشيال ميديا أمر فى غاية الأهمية، وهى ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنها فى نفس الوقت سلاح ذو حدين ويجب التعامل معها بكل فطنة وذكاء، ويجب على مستخدميها الأخذ بالنقاط الإيجابية والبعد عن النقاط السلبية التي تضر ولا تنفع.
وكشف بوشناق عن أنه الآن بصدد إنشاء قناة رسمية له يتولاها متخصصون في المجال، مقرا بتقصيره في استخدام وسائل التواصل الاجتماعى بسبب انشغاله الدائم بالفن والألحان.
وبصفته رئيس نقابة الفنانين التونسيين فى تونس، قال بوشناق إن هناك عدة نقابات فنية فى تونس وإن دور النقابة هو تطوير قطاع الفن، وضمان حقوق الفنانين والدفاع عنها، مؤكدا أن النقابة ليس لها أي مصالح شخصية وإنما تحرص على مصلحة الفنان ومستقبله وعلى الارتقاء بالفن عامة.
يذكر أن الفنان لطفى بوشناق قام مؤخرا بإحياء السهرة الرابعة لمهرجان الأغنية التونسية فى دورته العشرين بمدينة الثقافة، الذى أقيم خلال الفترة من 30 مارس الماضى إلى 3 أبريل الجارى، حيث قدم عدة وصلات غنائية أضافت جمالا وجاذبية لأجواء المهرجان الذى عاد للانعقاد بعد انقطاع دام 12 عاما.