لنا الحق أن نفخر ونسعد ونفرح اليوم مرتين، الأولى لأن اليوم يوافق عيد ميلاد الفنان الكبير والعبقرى المبدع المحبوب يحيى الفخرانى، الذى يجدر بنا أن نفخر بوجوده بيننا وبإبداعه المتواصل والمتفرد ، والثانية لأن هذا الاحتفال يأتى و الفنان الكبير يستعد ليجود بفيض جديد من إبداعاته بعد غياب لمدة عامين عن دراما رمضان، ونستعد معه لجرعة استمتاع بفن راق وعمل رائع مع مسلسله الجديد الذى سيعرض بعد أيام فى رمضان وهو مسلسل نجيب زاهى زركش.
يحيى الفخرانى وحش التمثيل المتفرد المثقف الذى يتحدى نفسه ولا ينافس غيرها ولا يكرر شخصية قدمها مرتين، وهو ما يفسر رفضه عشرات الأدوار التى يرى فيها تشابهًا مع شخصية سبق وأن قدمها، ليحافظ دائمًا على شعور الدهشة والإبهار الذى يستمتع به المشاهد وهو يتابع عملاً جديدًا من أعماله.
فهو المبدع القادر على إبهارك دائما وإقناعك بأنه الشيطان ونوس أو الملاك المتجسد فى صورة الخواجة عبدالقادر، وأنه شيخ العرب همام الحكيم القوى القادر على أن يقود بلده وأهله، وفى ذات الوقت يقنعك بأنه هو حمادة عزو المدلل الذى يعيش وكأنه طفل لا يتحمل أى مسئولية ويعيش لملذاته حتى يفيق على وفاة أمه.
تصدقه وتراه بلبل الشاب الذى يعانى من تأخر عقلى فى فيلم مبروك وبلبل و بنفس القدرة على الإبداع لا ترى غيره يستطيع تجسيد شخصية أمير البيزنس والدهاء سليم البدرى فى مسلسل ليالى الحلمية.
يستطيع ملك الإبهار الفخرانى أن يتحكم فى كل حواسه وملامحه وأن يتقمص كل الشخصيات التى يجسدها حتى لا ترى غيره قادرا على تجسيدها، يغوص فى أعماق الشخصية يلمس نقاط ضعفها وقوتها يعيش بمشاعرها ويكشف تفاصيل روحها ويلبسها ويتحرك ويشعر ويتكلم ويبكى ويفرح ويحزن مثلها، فيمنحنا مع كل شخصية ودور إبداع فوق إبداع ولا ينافس إلا نفسه، حتى عندما يبدع بصوته فقط فيكون مختلفا ومبهرا مثلما فعل فى مسلسل الكارتون الشهير قصص الأنبياء فى القرأن.
وبالرغم من أنه لم يقدم أعمالاً سينمائية بغزارة ما قدمه للدراما، إلا أن هذه الأعمال علامات لا تنسى فى تاريخ السينماومنها "خرج ولم يعد، الكيف، عودة مواطن، إعدام ميت، رجل وامرأتان، الأقزام قادمون"، كما قدم عدد من الروائع للمسرح ومنها الملك لير، والبهلوان، وليلة من ألف ليلة، وحصل على أكثر من 50 جائزة على مدار مسيرته الفنية.
يحيى الفخرانى الفنان المتفرد الذى يمتلك طاقات فنية جبارة ولد فى مثل هذا اليوم الموافق ٧ ابريل عام 1945 فى الدقهلية لأب يعمل صائغًا، وكان يهوى الموسيقى والعزف على الأوكرديون، واعتاد على التفوق منذ الصغر فالتحق بكلية الطب وفيها انضم إلى فريق التمثيل وبدأت موهبته تسطع، وحصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات المصرية، وخلال دراسته تعرف على الدكتورة لميس جابر ونشأت بينهما قصة حب كبيرة.
وبعد تخرجه فى كلية الطب عام 1971، عمل الفخرانى كممارس عام فى صندوق الخدمات
الطبية بالتليفزيون، وكان ينوى التخصص فى الأمراض النفسية والعصبية، ولكنه عاش فى صراع بين موهبته ومهنته، و قرر أن يترك الطب ويحترف التمثيل، وبدأت شهرته مع نجاحه فى المسلسل الاجتماعى الشهير «أبنائى الأعزاء شكرا»، وبعدها توالت أعماله الناجحة، وحصل على أول بطولة فى مسلسل «صيام صيام» الذى عرض عام 1981، وتوالت بعدها العديد من النجاحات والإبداعات.
ومع عيد ميلاد المبدع وملك الإبهار يحيى الفخرانى يتلهف الملايين لمتابعة مسلسله الجديد ويدعون له بدوام الإبداع والتألق والإبهار .