يحمل كل منا ذكريات لا ينساها مرت به فى شهر رمضان، خاصة فترة الطفولة وبدايات حياته، وكان لفنانى الزمن الجميل العديد من الذكريات فى شهر رمضان ظلوا طوال حياتهم يتذكرونها ولا ينسوها وتحدثوا عنها فى حواراتهم ولقاءاتهم القديمة.
وكان من بين هؤلاء النجوم الموسيقار الكبير محمد الموجى الذى كانت له ذكرى حدثت له فى شهر رمضان لم ينساها طوال حياته، وتحدث عنها لمجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1961.
وقال الموجى للكواكب أنه لا ينسى ما حدث له فى رمضان عام 1946 ، حيث اصطحب زوجته ذات يوم للسينما حفلة الساعة الثالثة ، وبعد انتهاء العرض ركبا الترام فى طريق العودة للمنزل بالعباسية.
وتابع الموجى قائلاً: "كان الترام مزدحمًا جدًا بسبب هذه الوجوه الحمراء للجنود الإنجليز الذين كانوا يلوثون أرض مصر فى هذه الفترة، ووصل بنا الترام إلى ميدان الجيش وفجأة سمعت صراخ زوجتى فى عربة السيدات تقول: "الحقنى ياسى محمد، حوش جونى ياسى محمد"
وأشار الموجى إلى أنه اندفع مسرعًا فى لمح البصر ليصل لزوجته فإذا بها منزوية تحتمى بركن فى العربة، بيينما يمسك أحد الجنود الانجليز بخناق الكمسارى محاولاً انتزاع حقيبة الإيراد منه".
وأوضح الموسيقار الكبير: "حاولت أن أفرق بين العسكرى الإنجليزى والكمسارى، ولكن العسكرى كان باردًا لدرجة "التلامة" ، فناضل كثيرًا من أجل الحقيبة، وفجأة وجدت عدد آخرًا من الجنود الانجليز يتدخلون لمساعدة زميلهم فى سرقة الحقيبة، وضربنى أحدهم لكمة شديدة أفقدتنى صوابى، فرحت أضربه بكل ما أوتيت من قوة وحقد المواطن المصرى المغلوب على وطنه، وتدخل بقية الركاب المصريين وأشبعنا العساكر الإنجليز ضرباً ولكماً"
وتابع الموجى: "فى وسط المعركة أشرت لزوجتى كى تنزل من الترام وتعود للبيت ففعلت، وبعدها جاء البوليس واقتادنا جميعاً إلى القسم، واستمر التحقيق معنا حتى انطلق مدفع الإفطار، ووقتها تشارك كل من فى القسم من المصريين فى الطعام، واستمر التحقيق حتى وقت متأخر من الليل قبل أن يطلقوا سراحنا"
واختتم الموجى قصة هذه الواقعة التى حدثت له فى رمضان قائلاً: "ورغم مرور سنوات طويلة على هذا الحادث، مازلت أشعر بحلاوة اللقمة التى أكلتها فى القسم وقتها، لأنها كانت ممزوجة بلمة المصريين وفرحة الانتصار على اللصوص الحمر"