يمر اليوم 91 عاماً على ميلاد الفنانة الكبيرة والعبقرية الفنية الفذة سناء جميل التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 27 إبريل عام 1930، وعشقت الفن ومنحته عمرها وضحت من أجله بكل شيئ الأسرة والأمومة وعاشت من أجله حتى وفاتها، ومنحها الفن خلوداً دائماً ، حيث سكنت القلوب والوجدان بأعمالها الخالدة التى تشهد على عبقريتها الفنية وموهبتها التى لا حدود لها.
سناء جميل التى أبدعت فى مئات الأدوار المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، وتنوعت أدوارها بشكل كبير، فجسدت دورالفتاة متوسطة الجمال التى تنتمى لأسرة مطحونة فى فيلمها الرائع بداية ونهاية المصنف ضمن أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وجسدت الزوجة المتسلطة فى فيلم الزوجة الثانية -وهو أيضا أحد أهم 100 فيلم ، حيث كان لسناء جميل نصيب فى ثلاثة أفلام من بينها، وجسدت أدوار الأم والسيدة الأرستقراطية فى فيلم سواق الهانم، وأبهرت الجميع عندما جسدت شخصية فضة المعداوى فى مسلسل "الراية البيضاء" حتى تفوقت على الشخصية التى كتبها أسامة أنورعكاشة الذى قال عنها «ما منحته سناء للشخصية من حياة وروح فاق كل توقعاتى وتصوراتى وأنا أنسج خيوطها على الورق، فهى أضفت عليها تألقها الخاص»، وأبدعت سناء جميل فى كل ما قدمت من أدوار سواء كوميدى أو تراجيدى.
هى ثريا يوسف عطا الله التى لدت عام 1930 بمركز ملوى فى المنيا لأسرة قبطية مسيحية، انتقلت إلى القاهرة قبل الحرب العالمية الثانية لتلتحق سناء بمدرسة المير دى دييه الفرنسية الداخلية وعمرها 9 سنوات وظلت بها حتى المرحلة الثانوية، عشقت الفن وأرادت الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، فرفضت أسرتها، و صفعها شقيقها صفعة أدت إلى فقدانها السمع بإحدى أذنيها، وطردتها أسرتها بعد تمسكها برغبتها.
ساعدها المخرج زكى طليمات على الإقامة فى بيت طالبات وضمها لفرقة "المسرح الحديث "، وأطلق عليها اسمها الفنى سناء جميل، وعملت ابنة الاسرة الارستقراطية وخريجة المدارس الفرنسية بالتفصيل حتى تستطيع الانفاق على نفسها وكانت تنام على البلاط أحيانا.
وشاركت فى عدد من الأدوار السينمائية والمسرحية حتى شاركت فى فيلم بداية ونهاية.
أبدعت سناء فى دور نفيسة بفيلم "بداية ونهاية" والذى يحتل الترتيب السابع فى قئمة أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وكتب هذ الدور بداية تألق سناء جميل وصالحها فيه الحظ للمرة الأولى بعد رحلة شقاء طويلة لتكون بديلا عن فاتن حمامة فى القيام بهذا الدور بعد اعتذار سيدة الشاشة،وأشاد بها النقاد والجمهور وتوالت إبداعاتها الفنية فى العديد من الأعمال "الزوجة الثانية، الرسالة، الحجاج بن يوسف، المستحيل، ساكن قصادى، خالتى صفية الدير، اضحك الصورة تطلع حلوة" وغيرها.
عاشت سناء جميل حياة مليئة بالصعاب والأشواك حتى قابلت رفيق عمرها لويس جريس، وقالت عن معاناتها: "حياتى الصعبة المليئة بالأشواك وصبرى الطويل وقدرتى على تحمل كل هذه الظروف الشاقة تجعلنى مثيلة لزهرة الصبار فى الصبر والتحمل، ومواجهة الشدائد والمصاعب".
ضحت سناء جميل بالأمومة ورفضت أن تنجب حتى تتفرغ لفنها واستجاب الزوج المحب لويس جريس لهذه الرغبة، وظلت أسرتها تقاطعها حتى وفاتها، بل أنه لم يحضر أحد من عائلتها مراسم دفنها، رغم أن زوجها الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس أراد أن يحقق رغبتها فى أن تلتقى بأحد أقاربها ولو بعد وفاتها فانتظر ثلاثة أيام قبل دفنها على أمل أن يظهر أحد أفراد أسرتها ليشارك فى تشييعها إلى مثواها الأخير، ونشر نعياً يقول فيه " التقينا عام 1960، وتزوجنا عام 1961، واحتفلنا فى يوليو الماضى بعيد زواجنا الحادى والأربعين وسناء جميل التى رحلت عن دنيانا جسدياً هى قريبة ونسيبة جموع الفنانين فى العالم العربى..الفن فى حياتها محراب مقدس، ورسالة تدقق فيها بشدة، حياتها الفنية تشهد بذلك، وسوف يصلى على جثمان الفقيدة فى الكنيسة البطرسية فى العباسية"، وانتظر الزوج العاشق 3 أيام بجوار جثمان رفيقة عمره لكن لم يأت أحد من أهلها لتوديعها إلى مثواها الأخير، ولكن ودعها الملايين من الجمهور الذين ستبقى دائماً فى وجدانهم بفنها وأعمالها إلى الأبد.