عدد كبير من العباقرة لم يكونوا طلبة متفوقين وتعثر البعض منهم فى الدراسة، ورغم ذلك استطاعوا التفوق فى مجالات أخرى أحبوها وأخلصوا إليها، ولم يكن التعثر الدراسى دليلاً على فشلهم، بل استطاعوا أن يحققوا نجاحهم ويثبتوا للعالم قددراتهم ومواهبهم.
وكان عدد كبير من نجوم الفن يعانون أثناء الدراسة وتوقع لهم مدرسوهم أن الفشل فى الدراسة والحياة ، ولكنهم خيبوا هذه التوقعات وأصبحوا نجوماً فى الفن.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب نشر عام 1945 تحت عنوان "أبطال فى الزوغان" كتبت المجلة عن نجوم الفن الذين وصلوا لقمة المجد والشهرة ولكنهم كانوا خلال الدراسة طلاباً خاملين لم يتوقع لهم مدرسيهم أن يصلوا للمجد والنجومية، وكان من بين هؤلاء النجوم الفنان الكبير يوسف وهبى .
وكان يوسف وهبى لا ينسى أبداً مدرس اللغة العربية الذى كان يعطيه دروس خصوصية فى المنزل فى وقت لم تكن تعرف فيه الدروس الخصوصية وتنتشر، ولكن لضعف يوسف وهبى الدراسى استعان والده بهذا المدرس ليساعده على اجتياز وفهم الدروس، وكان هذا الأستاذ يقسم دائما بشرفه أن يوسف وهبى لن يكون سوى تلميذ خايب، وكان كل يوم يرفع تقريراً لوالده يؤكد فيه عزوف ابنه عن التعليم وعدم رغبته فيه، ويختم كل تقرير من هذه التقارير بعبارة " لقد أعذر من أنذر"
أما ناظر المدرسة الإبتدائية التى كان فيها يوسف وهبى فكان يستقبله دائماً بعبارة :" أهلا باللى هيفضل معانا على طول" ، فى إشارة إلى أنه لن يفلح فى الحصول على الشهادة الابتدائية ، وعندما حصل يوسف وهبى عليها استدعاه الناظر إلى مكتبه واستجوبه عن كيفية حصوله على الشهادة واجتيازه الامتحان مشككاً فى أنه قام بالغش وساعده فى ذلك أحد المراقبين، حيث لم يكن يتوقع أن يحصل على اى درجات من شدة إهماله الدراسى.
وبعد أن حصل يوسف وهبى على الشهادة الثانوية سافر إلى أوروبا ثم عاد منها ليؤسس فرقة أصبحت أقوى فرقة مسرحية فى الشرق، وحقق نجاحاً كبيرا، ولم ينس يوسف وهبى كلام مدرس اللغة العربية وناظر المدرسة الإبتدائية وأرسل لهما دعوات لحضور إحدى رواياته ليعرفا أن تلميذهما الخامل الذى توقعا فشله أصبح أهم نجوم مصر.