فارقنا منذ قليل الموسيقار المصرى العالمى عبده داغر، عن عمر يناهز 85 عاما، بأحد مستشفيات مصر الجديدة، ويعد الفنان الكبير عبده داغر من أبرز وأشهر عازفى الكمان فى مصر، بل إنه حقق شهرة عالمية ملحوظة، وعزف مؤلفاته على مسارح عالمية، ولذلك صمم له تمثالًا في متحف الموسيقى في ألمانيا.
ظهر حب عبده داغر للموسيقى والفن في سن صغيرة، وكانت بدايته مع العود وتعلم الموسيقى على يد والده الذى كان موسيقيًا محترفًا ومن أبرز أصحاب مصانع الأعواد والآلات الموسيقية الشرقية بمدينة طنطا، وفى بداية عمر العاشرة بدأ عبده داغر مساره الفني بالعمل مع الفرق الموسيقية بمدينة طنطا التي كانت مركزًا فنيًا لمنطقة الدلتا وتعلم أصول الموسيقى واتخذ لنفسه أسلوبًا ومنهجًا في العزف على آلة الكمان، بعد أن فرغ من دراسة آلة العود والعمل عليها، إلا أن تكوين رؤيته الموسيقية جاء بعد مشاهدته حفل موسيقي لعازف كمان كلاسيكي، فبهرته براعة الفنان والأشكال الموسيقية الغربية التي كان يجهلها في هذا الوقت.
وبدأ عبده داغر في السعي وراء حلمه الموسيقى وأنتقل إلى القاهرة عام 1955، وشارك في العمل مع معظم الفرق الموسيقية الشهيرة مثل كوكب الشرق أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، كما أسس مع الموسيقار عبد الحليم نويرة وفى عهد وزير الثقافة الراحل ثروت عكاشة فرقة الموسيقى العربية المعروفة.
قدم الفنان عبده داغر العديد من المؤلفات الموسيقية والتى جمع فيها بين أصالة الموسيقى الشرقية وبراعة التكنيك الغربى، وقام بالعديد من الجولات الفنية في الخارج أكثرها كان في ألمانيا والنمسا وهولندا، واستطاع أن يبهرهم بأدائه وفكره في الموسيقى، حيث أشاد به أحد النقاد الهولنديين واصفا إياه عند عزفه بأنه يسبح في بحر من الألحان ويسمع أصواتا ملائكية ترتل الطقوس الدينية، بالإضافة إلى قدرته على التنقل بين المقامات بسلاسة تجذب أنظار وقلوب كل من يسمعه.