يمر الفنان الكبير سمير غانم بوعكة صحية ويرقد حاليًا فى الرعاية المركزة بأحد المستشفيات، وهو ما أصاب الملايين من جمهوره فى مصر والعالم العربى بالحزن والصدمة ورفعوا أياديهم بالدعاء لصانع البهجة والسعادة الذى يشكل جزءًا من وجدان العديد من الأجيال التى تربت على فنه وعشقت شخصياته ورسم السعادة والبسمة على وجوههم.
سمير غانم الذى رسم الابتسامة على الوجوه بأعماله لأكثر من 60 عاماً خلال مشواره الفنى الطويل، والذى استطاع خلاله أن يمثل حالة خاصة فى عالم الكوميديا وأن يخلق لنفسه مكان ومكانة لا ينافسه فيها أحد.
فسمير غانم الذى تفنن طوال أكثر من 60 عامًا فى كيفية إسعاد الملايين، ببساطة وسلاسة دون فلسفة أو تعقيد، فقدم كوميديا السهل الممتنع التى لا يستطيع غيره تقديمها، وعلى امتداد تاريخه الفنى الطويل كان الفنان الكبير سمير غانم مختلفا، وذكيا طوال الوقت، قدم فنا لا يشبه غيره.
كون سمير غانم مع صديقيه الضيف أحمد وجورج سيدهم أشهر وأنجح فرقة كوميدية «ثلاثى أضواء المسرح» فى الستينيات، فكانت الورقة الرابحة فى كل الأعمال الفنية التى شاركت فيها وقدمت أعمالاً سينمائية ومسرحية واسكتشات كوميدية حققت نجاحا منقطع النظير.
وبعد وفاة الضيف أحمد عام 1970 استمر التعاون بين جورج وسمير وقدما معًا عددًا من أنجح وأشهر الأعمال الكوميدية سواء فى السينما أو المسرح منها "موسيقى فى الحى الشرقى، والمتزوجون، وأهلا يادكتور".
فسمير غانم لديه القدرة على أن يفاجئنا طوال الوقت ، وأن يكون نهرا يفيض دائما بالضحك وأن يسلك طريقا لم يسبقه إليه غيره، فوضع نفسه فى منطقة لا تقبل المقارنة أو التكرار، وفى كل مرحلة من مراحل مشواره الفنى كان ينتقل من نجاح لآخر بطريقة مختلفة لا يتوقعها الجمهور، شارك فى عشرات الأفلام السينمائية سواء فى بطولات جماعية أو بطولة مطلقة أو حتى فى أدوار ثانية، شارك خلالها كبار النجوم فتميز فى كل منها وكان يضيف للعمل مذاقا خاصا فيبهر جمهوره، وفى عام 1977 حقق سمورة نجاحا مبهرا فى الدراما التليفزيونية حين قدم شخصية ميزو فى مسلسل حكايات ميزو الذى حقق نجاحا كبيرا وجماهيرية واسعة، وقدم بعده عددا من المسلسلات التى كان اسمه على أى منها يكتب لها النجاح، كما قدم عشرات الأعمال والمسلسلات الإذاعية.
وفى مرحلة جديدة من مراحل المفاجأة والنجاح أبهر سمورة جمهوره حين قدم فوازير فطوطة بداية من عام 1982، ولمدة 3 سنوات فكانت الفوازير تحديا جديدا اجتازه بنجاح مبهر، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التى يقدم فيها الفوازير، حيث قدم مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح عام 1967 أول فوازير عربية وكانت خليطاً بين الدراما والاستعراض 1967.
استطاع سمير غانم أن يقدم الفوازير بشكل مختلف وبأسلوبه الساحر، وأن يخلق من شخصية فطوطة حالة نجاح جديدة ومستمرة ومختلفة ومبهرة لتصبح هذه الشخصية أحد أيقونات شهر رمضان، فصنعت العرائس والزينات التى تحمل صورة فطوطة الذى عشقه الكبار والصغار واستغل المنتجون نجاح الشخصية لتقديم أعمال فنية جديدة تحمل اسم فطوطة، ومنها مسلسل الكرتون «فطوطة وتيتا مظبوطة»، كما قدم سمورة في التسعينيات وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية من عام 1992 وحتى 1994 فوازير المتزوجون في التاريخ، والمضحكون، وأهل المغنى.
أما المسرح فهو بيته الأول وعشقه الأكبر واستطاع سمورة أن يصنع فيه حالة خاصة من النجاح والإبهار، وأن يكون علامة من علاماته التاريخية، وملكاً للارتجال والإفيهات، فحققت مسرحياته نجاحا منقطع النظير واستمر عرض الكثير منها لسنوات عديدة ومنها «أخويا هايص وأنا لايص، جحا يحكم المدينة، فارس وبنى خيبان، أنا والنظام وهواك، بهلول فى إسطنبول، أنا ومراتى ومونيكا، دو رى مى فاصوليا وغيرها».
وخلال السنوات الأخيرة، شارك صاروخ الكوميديا سمير غانم فى عدد من المسلسلات التليفزيونية أهمها ما شارك فيه ابنتيه الموهوبتين دنيا وإيمى، ومنها مسلسل لهفة والكبير أوى ونيللى وشريهان، وحققت عائلة الفنان الكوميدى معا نجاحا جديدا وحالة مختلفة.
يستطيع سمير غانم أن يخلق حالة كبيرة من البهجة والسعادة مع كل ظهور له ، حيث يعشق الجمهور طلته وينتظر بهجته حتى ولو ظهر فى إعلان لا تتجاوز مدة عرضه دقائق على الشاشة، شفا الله صاروخ الكوميديا الفنان الكبير سمير غانم .