تحل اليوم الرابع عشر من مايو ذكرى وفاة الفنان الكبير أنور وجدى، الذى أستطاع خلال مشواره الفنى أن يترك بصمة فى قلوب كل من شاهده، وذلك بسبب موهبته وحضوره الطاغى، فقد عشق أنور وجدى التمثيل منذ نعومة أظافره وأمتازت شخصيته بالطموح الزائد حيث حلم بالتمثيل فى هوليوود وقرر أن يسافر هناك حتى يحقق حلمه ولأنه ما زال صغيرًا فكر فى طريقة للسفر فقام بإقناع إثنين من أصدقائه أن يركبوا على متن باخرة وبالفعل ذهبوا لبورسعيد وتسللوا لإحدى البواخر للذهاب لهوليوود.
ولسوء حظه أو لعل لحسن حظه، رآهم أحد المسئولين على متن السفينة قبل أن تتحرك فقبض عليهم وسلمهم للإدارة التى أشفقت عليهم بسبب صغر سنهم وقرروا تركهم على ألا يفعلوا ذلك مرة أخرى، عاد أنور للقاهرة ولكن لم يترك حلمه وطموحه، عمل حينها بإحدى محطات الإذاعية حيث كان يعد النص ويقدمه مقابل عشرين قرشًا، وكان دائمًا يذهب للمسارح عله يرى إحدى النجوم ويقنعه بموهبته فيجعله ممثلاً فى إحدى المسارح.
وفى إحدى الليالى التى كان يذهب فيها للمسارح نشب حريق بسيط وقام هو بالتعاون فى إطفائه وشاهده مدير المسرح الذى أعجب بشجاعته وعندما تحدث إليه لمح له أنور عن كونه يحب التمثيل فضمه للفرقة كومبارس، ووافق أنور وجدى لعله يجد فرصة التمثيل بعد ذلك وقدم أول دور له كضابط صامت فى مسرحية "يوليوس قيصر"، وفى إحدى المرات تغيب أحد الممثلين عن العرض قام أنور بتمثيل دوره فأعجب به يوسف وهبه وعينه كممثل فى الفرقة .
دخل أنور وجدى عالم السينما عندما قرر يوسف وهبه أن يسند بعض الأدوار الصغيره فى السينما لبعض تلاميذه ، ومن هنا جاءت إنطلاقة أنور وجدى الذى نجح نجاحا كبيرا على شاشة السينما حتى أطلق عليه " فتى مصر الأول " ، وبعد نجاحه فى التمثيل لم يكتفى بذلك فخاض تجربة الإخراج وكذلك تجربة الإنتاج فنجد أنه أخرج مايقرب من خمسة عشر فيلم وأنتج ١٩ كان أولهم ليلي بنت الفقراء للراحلة ليلي علوى ، وقبل وفاته كان يستعد لإنتاج فيلم ملون لفريد شوقى وليلي فوزى ولكن القدر لم يمهله لتحقيق ذلك الحلم وتوفى عن عمر يناهز ٥٠ عاما بسبب مرض الكلى والذى قد ورثه عن والده .