فى حياة كل منا العديد من الصدمات التى يتعامل معها بطرق تختلف بين شخص وآخر، ولكن تبقى صدمة موت أقرب الناس من أقوى الصدمات التى يواجهها الإنسان فى حياته، وبالأخص أول مواجهة مباشرة للإنسان مع صدمة الموت، فتراه يتحول تحولاً كبيراً إذا تعرض لصدمة موت الأم أو الأب أو أحد الأخوة أو الأبناء..لا قدر الله وتختلف حياته قبل هذه الصدمة وبعدها.
وكان فى حياة الفنان الكبير عماد حمدى العديد من الصدمات والأحزان وخاصة فى نهاية حياته، ولكن كان أيضا هناك صدمة عنيفة تعرض لها الفنان الكبير فى بداية حياته أثرت عليه بشكل كبير، بل وأثرت على رد فعله أمام حوادث الموت، وهذه الصدمة حكى عنها عماد حمدى لمجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1953 تحت عنوان "صدمات فى حياة النجوم".
وقال الفنان الكبير إنه كان له عدد كبير من الاخوة والأخوات ولكن كانت أقربهم له شقيقة تصغره ببضع سنوات ارتبط بها ارتباطًا كبيرًا.
وتابع عماد حمدى قائلاً: "فوجئنا ذات يوم بمرض شقيقتى الذى ظهر فى شكل سعال مستمر، وجاء الطبيب وظهر عليه القلق وهو يفحصها ثم أمرنا أن نذهب بها غلى مستشفى الصدر بحلوان، وتم احتجازها بالمستشفى التى اكدت ضرورة بقاءها فترة".
وأشار الفنان الكبير إلى أن حالة شقيقته بدأت فى التحسن ورأت الأسرة أنه لا بأس من أن يتركوها فى المستشفى ويعودون للمنزل فى القاهرة على أن يزورونها باستمرار.
وحكى عماد حمدى تفاصيل الصدمة التى لم تكن تخطر بباله قائلاً: "ذات يوم كنت فى عملى وفوجئت باتصال من المستشفى يستدعونى للحضور، وأسرعت إلى هناك وأنا أظن أن شقيقتى تريد أن ترانى أو ترغب فى أن أحضر لها شيئاً، وبعدما وصلت وجدت حالة من الوجوم على وجه طببها المعالج ولم يتحدث معى ، بل قال لأحد التمرجية اصحبه ليرى شقيقته".
وأضاف الفنان الكبير: "دخلت إلى الغرفة التى توجد فيها شقيقتى وإذا بى أراها ممدة على السرير ووجهها مغطة بملاءة بيضاء، فرفعت الملاءة عن وجهها لأجدها جثة هامدة".
وعن رد فعله وقت هذه الصدمة قال عماد حمدى: "أصابنى شعور غريب وتجمدت الدموع فى عينى ولم تسقط منها دمعة واحدة من هول الصدمة ، وظللت لأيام بعدها بهذا الحال و لا أتحدث مع أحد ، ومن يومها وأنا لا أستطيع البكاء أمام صدمات الموت، بل تنتابنى حالة من الحزن الصامت وعدم القدرة على الكلام أو البكاء، وأصبحت أقابل كل خبر لوفاة أى عزيز بهذه الحالة لأن دموعى جفت قبل أن تسيل منذ وفاة شقيقتى".