صدمة وحالة حزن كبيرة ومختلفة سادت بين الجميع منذ وفاة الفنان الكبير سمير غانم، بل ومنذ إعلان نبأ مرضه وتدهور حالته الصحية، أحزان فى كل بيت وتأثر شديد وشعور مختلف عن وفاة أى فنان آخر، ندبة فى القلب والعقل والوجدان تتجاوز مجرد الحزن على فقد فنان كبير بموهبة عظيمة ومئات الأعمال التى ارتبط بها الملايين.
ذاقت الجماهير أحزانًا كثيرة لوفاة فنانين كبار وعظماء قبل وفاة سمير غانم وستحزن لوفاة غيره من بعده ولكن الحزن على سمير غانم مختلف، اجتمعت فى هذا الحزن أسباب كثيرة وملابسات وظروف جعلت كل منا يشعر أنه فقد أحد أفراد عائلته أو شخص قريب منه، وأكدت أن سمير غانم لم يكن مجرد فنان كبير فقط لكنه قيمة ورمز لأشياء كثيرة جدًا، ونستطيع أن نوجز هذه الأسباب التى جعلتنا نحزن على وفاة سمير غانم.
· لا شك أن موهبة سمير غانم وقدراته الفنية وبساطته وشخصيته الكوميدية وما قدمه من أعمال ارتبط بها الجمهور من كل الأجيال على مدار أكثر من 60 عاما كان له دور كبير فى الحزن على فقد فنان بقيمته ومكانته، فخسارة الفن لفقد أحد رموزه خسارة كبيرة لا تعوض
· يمثل سمير غانم جزءا كبيرا من وجدان وكيان وذكريات عدة أجيال ارتبطت بأعماله وحفظت إيفيهاته وتشكلت طفولتها وصباها وشبابها مع أعماله ، فكانت هذه الأعمال تمثل المتعة والبهجة والسعادة للملايين على مر الأجيال، وبهذا كان الحزن على وفاته حزنًا عميقًا على فقد رمز كبير تشكل معه وجداننا وذكرياتنا.
· حياة الفنان الكبير سمير غانم كانت كالكتاب المفتوح أمام جمهوره، الذى تابع حياته منذ زواجه بالفنانة الجميلة دلال عبدالعزيز وطفولة ابنتيه دنيا وإيمى وصباهما وبداية عملهما بالوسط الفنى ونجاحهما وزواجهما، فعاش مع هذه العائلة وكأنها عائلته، وكأن سمير غانم قريب عزيز لكل جمهوره يتابع أحواله دائما ويفرح لفرحه ونجاح عائلته، ويعز على الجمهور أن يرى هذه الابتلاءات والتحول فى حياة هذه العائلة المحبوبة بوفاة كبيرها.
· سمير غانم وعائلته كانوا دائما مصدرًا ورمزًا للبهجة والسعادة والمتعة الفنية، وكان اجتماعهم معًا يحمل العديد من الرسائل الإيجابية للجمهور ولكل من يعرفهم، خاصة عندما كان الجمهور يتابع أفراح هذه العائلة ويرى السعادة على وجوههم ، ولذلك كانت صدمة الجمهور لما أصاب هذه العائلة فى الفترة الأخيرة أكبر من أى صدمة بوفاة فنان كبير له رصيد أعمال ضخمة.
· طوال تاريخه الفنى كان اسم سمير غانم يعادل كل أعماله الكوميدية ويستدعى مخزون الضحك طوال 60 عاما ويرتبط بالبهجة والسعادة والضحك، ولأول مرة يرتبط اسمه بالحزن والألم والمرض والوفاة والصدمة.
· ارتبط مرض ووفاة سمير غانم بحالة الحزن الكبيرة على الفنانة المحبوبة صاحبة الواجب الوفية الأصيلة دلال عبد العزيز والتى تتمتع بمحبة وشعبية وجماهيرية كبيرة والمعروفة بأنها لا تتأخر عن أى عزاء أو مساعدة أى محتاج أو الوقوف بجوار كل زملائها، وأن يراها كل محبيها تتعرض لهذا الابتلاء الصعب بالمرض ووفاة أغلى إنسان لديها وغيابها عن وداعه الأخير والإشفاق عليها حين تعرف بخبر وفاته، وهى التى لم تغب عن أى عزاء فى أصعب الأوقات وحين يغيب الجميع.
· الحزن على حال الفنانتين المحبوبتين ودنيا وإيمى سمير غانم اللتين فقدتا الأب والسند فى نفس الوقت الذى يعيشان فيه حالة رعب وقلق وخوف على والدتهما التى تعانى من المرض وترقد بالمستشفى وعليهما أن يخفيا عليها نبأ وفاة الأب وأن يتماسكا أمامها حتى لا تشعر بما حدث، وما أصعبه من ابتلاء وموقف.
· حال دنيا وإيمى سمير غانم ونظرات الحزن والتيه فى عيونهن فى وداع والدهما الفنان الكبير سمير غانم وصدمة آخر عهدهما به استدعت لدى كل منا مشاعر الفقد التى عاشها فى وداع أقرب الناس إليه ولحظة ترك أغلى الناس وفراقه للأبد حين نودعه القبر.
· يتخيل كل منا حياة أسرة سمير غانم من بعده وكيف سيتغير ويتحول وكيف يمكن للحياة أن تنقلب فى لحظة وتتحول السعادة إلى أحزان والضحك إلى بكاء فيشعر بالخوف والحزن والرعب على حالهم وحاله.
حالة القلق التى يشعر بها الجميع وهو يتابع الحالة الصحية للفنانة الكبيرة دلال عبدالعزيز وكأنها ام أو أخت لكل أسرة يتمنى أن تتجاوز أزمتها ومرضها وابتلاءها لتقف قوية وتكون سنداً لنفسها وبناتها