معظم الأزواج تنقطع علاقاتهم إذا تم الانفصال والطلاق بينهم أو تتحول علاقة المودة والرحمة إلى عداوة وبغضاء وكراهية، ولكن فى الفن هناك الكثير من الأزواج كسروا هذه القاعدة واستمر التعاون الفنى بينهم بعد الطلاق ، بل وأحياناً استمرت علاقة المودة والصداقة بينهم وكأنهم يرفعون شعار أن الفن أبقى من الزواج.
وكان من بين أشهر هذه الحالات التعاون الفنى بين الفنانة الكبيرة شادية والفنان الكبير عماد حمدى بعد طلاقهما.
وكان عماد حمدى تزوج من شادية عام 1953 بعدما التقيا فى "قطار الرحمة" واستمر زواجهما لمدة 3 سنوات حتى وقع الطلاق بينهما عام 1956، ورغم ذلك عملا معاً فى العديد من الأعمال الفنية بعد الطلاق بل وبعد زواج شادية من الفنان الكبير صلاح ذو الفقار.
وعن قصة زواج وطلاق شادية وعماد حمدى تحدث ابنه نادر عماد حمدى من زوجته الأولى فتحية شريف فى حوار سابق لـ "انفراد".
وقال ابن الفنان الكبير: "كنت أحب ماما شادية جدًا لأنها كانت إنسانة راقية وحنونة وكانت تحبنى، حيث كنت أزور والدى أثناء زواجه منها، وبعد انفصالهما انقطعت علاقتى بها حتى عام 68"
وأرجع نادرعماد حمدى سبب طلاق والده من شادية إلى فارق السن الكبير بينهما والذى يصل إل 22 عاما وغيرته الشديدة عليها.
وتابع :" كان هناك رقى فى التعامل بينهما، وظلا بعد الانفصال فترة كبيرة لا يعملان معًا حتى جاء حلمى رفلة، وهو صديقهما وجار «ماما شادية»، وقال لوالدى لماذا لا تعمل مع شادية بعد الانفصال، فأجابه بأنه يخاف ألا تكون لديها رغبة فى العمل معه، وعندما سأل رفلة «ماما شادية» أكدت أنه ليس لديها مانع للعمل مع والدى، وبالفعل عادا للعمل معًا فى عدد من الأفلام، فوالدى عمل مع «ماما شادية» 16 فيلمًا"
وحكى ابن عماد حمدى عن قصة تعرف شادية على والدته وعلاقتها به وبوالده بعد طلاقهما ، قائلاً :" كان والدى وقتها يشاركها بطولة فيلم مع يوسف شاهين، إنتاج مشترك بين مصر وروسيا وعن السد العالى، وكان التصوير فى أسوان، وكانت «ماما شادية» وقتها متزوجة من صلاح ذوالفقار، وكنت فى السنة الأولى بمعهد سينما، وذهبت مع والدى، وقابلتها وقلت لوالدى أريد أن أسلم عليها، فقال لها «مش عارفة ده مين؟»، وعندما عرفتنى حملتنى من الأرض، وقالت لى: «تعالى نكلم ماما، أنا متوقعة منها أى حاجة ولو شتمتنى مش هزعل»، وبالفعل تحدثت مع أمى، وقالت لها سامحينى، ووالدتى قدرت هذه المكالمة جدًا واستمرت علاقة الصداقة بينهما منذ سنة 68 حتى توفيت والدتى سنة 83، وكانت «ماما شادية» تزورنا فى البيت، وتصنع لها أمى الطعام الذى تحبه، وكانت تقولى لى دائمًا «اعتبرنى ماما»، وفعلًا وقفت إلى جوارى، وأدين لها بالفضل طوال عمرى، حتى أننى كنت عندما أغضب من والدى أشكو لها وهى تكلمه، و«ظلت لمدة 20 سنة شيلانى من الألف للياء»، وعندما أجريت عملية بالقلب لم تتركنى، وعندما مرضت زوجتى بالسرطان وقفت إلى جوارى، وبعد وفاة زوجتى كانت تزورنا وتصطحب أبنائى معها وتشترى لهم ملابس وهدايا، ولولاها لم أكن أستطيع استكمال حياتى، «أبويا لم يترك لى شيئًا ولكن ماما شادية كانت أبويا وأمى»، وكانت تقول لى دائمًا: «أنت ابنى وإذا احتجت أى شىء لا تتردد فى الاتصال بى».
كما كانت الفنانة شادية تحتفظ فى بيتها وبعد طلاقها بعدد من اللوحات التى رسمها الفنان عماد حمدى حيث كان يهوى الرسم ، وظلت تسأل عليه فترة مرضه وفى أيامه الأخيرة، ولم يقل أى منهما بعد الطلاق كلمة تعيب فى حق الآخر أو تهينه، وظل الحترام والود بينهما حتى رحل عماد حمدى واستمرت علاقة شادية بابنه حتى وفاتها.