يواصل مركز الثقافة السينمائية بالمركز القومى للسينما برئاسة الكاتب والسيناريست محمد الباسوسى نشاطه وعروضه السينمائية بإشراف السيناريست والناقد مجدى الشحرى مدير عام مركز الثقافة السينمائية بإقامة أمسية سينمائية يوم الأربعاء المقبل الساعة 6 مساء.
الأمسية تتضمن عرض "كلاسيكيات السينما التسجيلية" فيلم ( جيوش الشمس) للمخرج شادى عبد السلام وفيلم ( نجيب محفوظ ضمير عصره) للمخرج هاشم النحاس وفيلم ( الخال- عبد الرحمن الابنودى) للمخرج عواد شكرى ، والدعوة عامة للجمهور والسينمائيين مع الالتزام باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الواقية لڤيروس كورونا.
يذكر أن المخرج شادي عبدالسلام هو في الأساس كاتب ومهندس ديكور ومصمم ملابس مصري، من مواليد الإسكندرية ، وحصل على درجة الإمتياز في العمارة، ولم تكن لديه الرغبة بالعمل كمهندس معماري، فبدأ يفكر بالعمل في السينما، بعد أن قضى مدة الخدمة العسكرية . ونظرًا لغرامه بالسينما، فقد دخل إليها عن طريق المخرج صلاح أبوسيف في فيلمه (الفتوة)، وكان عمله وقتها يقتصر على تدوين الوقت الذي تستغرقه كل لقطة.
هكذا بدأ شادى عبد السلام، بدأ صغيرًا في محراب السينما، لم يستصغر هذا العمل، لأنه كان مؤمنًا بأن الطريق دائمًا يبدأ بالخطوة الأولى مهما كانت صغيرة ، ثم عمل كمساعد للمهندس الفني رمسيس واصف عام 1957 ، بعدها عمل مساعدًا لصلاح أبوسيف في أفلام (الوسادة الخالية، الطريق المسدود، أنا حرة). وفي أثناء عمله مع المخرج حلمي حليم في فيلم (حكاية حب)، حدث أن تغيب مهندس الديكور، فقام شادي بعمل الديكور الذي كان ملفتًا للنظر، مما دفع المنتجين للتعاقد مع شادي على تصميم وتنفيذ ديكورات مجموعة من الأفلام، كان أهمها ديكورات فيلم (واإسلاماه)، كما عمل خارج مصر كمصمم للديكور والملابس في الفيلم الأمريكي (كليوباترا)، وفيلم (فرعون) البولندي عام 1966.
أخرج للسينما فيلمه الطويل (المومياء) في عام 1969، وهو الفيلم الذي تحول إلى واحد من أهم أفلام السينما المصرية على اﻹطلاق وحصل بفضله شادي على العديد من الجوائز، وبعد (المومياء)، قام شادي عبدالسلام بإخراج (شكاوي الفلاح الفصيح)، وهو فيلم قصير استوحى فكرته من بردية فرعونية عمرها أربعة آلاف سنة، تتناول قصة قصيرة عن موضوع العدالة، قصة فلاح يستصرخ السلطة لتسترد له حقه وتقيم ميزان العدل.
عمل شادي عبدالسلام مديرًا لمركز الأفلام التجريبية بوزارة الثقافة في عام 1970. وفي الفترة ما بين عامي 1974 و 1980 قام شادي عبدالسلام بإخراج أربعة أفلام تسجيلية قصيرة، بدأها مباشرة بعد استلامه لرئاسة مركز الفيلم التجريبي التابع لهيئة السينما، وهي (آفاق 1974) وهو نموذج لأوجه النشاط الثقافي المختلف في مصر، وفيلم (جيوش الشمس 1976) ويتناول العبور وحرب أكتوبر 73، ثم فيلم عن إحدى القرى الصغيرة التي تقع بالقرب من معبد (أدفو) الفرعوني في أسوان، كذلك قام بعمل فيلم مدته ثلاث دقائق ونصف عن ترميم واجهة بنك مصر ، وتوفي شادي عبدالسلام في الثامن من أكتوبر عام 1986.