كثيرًا ما يلعب الحظ والصدفة دورهما فى حياة الإنسان، فأحيانًا ينجو من الموت أو يحقق نجاحًا ويتغير مصيره بسبب صدفة أو ضربة حظ، حين يقرر القدر له مصيرًا آخر، وكثيرًا ما لعبت الصدفة والحظ دورهما فى حياة نجوم الزمن الجميل لينجو بعضهم من موت محقق أو يحقق نجاحًا وشهرة ونجومية.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1961 نشرت المجلة عددًا من المواقف والأحداث التى حدثت لنجوم الزمن الجميل والتى تغيرت معها أقدارهم، سواء بدفعهم إلى طريق الفن والمجد والشهرة أو بنجاتهم من موت محقق.
وفى حياة الفنانة الاستعراضية الجميلة نعيمة عاكف لعب القدر دوره مرات كثيرة كان أهمها ما حدث فى بداية حياتها حين كانت لاعبة أكروبات فى سيرك والدها "سيرك عاكف"، حيث كانت نعيمة تؤدى حركات بهلوانية فى السيرك تتطلب ان تقفز من ارتفاع 20 مترًا، على أن يقف اثنان من عمال السيرك ينتظران هبوطها بحشوة قطنية أسفل مكان القفز تحسباً لاى خطأ.
ولكن حدث ذات ليلة أن انحرفت أيدى حاملى الحشوة القطنية بعيداً عن مكان القفز فسقطت نعيمة على الأرض وأصيبت بكسر فى الساق، وهو ما استلزم أن تتوقف عن العمل وتلزم الفراش لبضعة أشهر.
ولما منع هذا الكسر نعيمة عاكف من أكل عيشها ومزاولة مهنتها فكرت فى وسيلة أخرى للكسب.
وأشارت الكواكب إلى أن نعيمة عاكف فكرت وقتها أن تتعلم الرقص وهو أقرب الحركات إلى مؤهلات البهلوانة السابقة، وأتقنت نعيمة التدريبب وتعلمت الرقص حتى شاهدها المخرج حسين فوزى، فوجد فيها وجهاً سينمائياً جميلاً صالحاً للشاشة ومؤهلات وموهبة تبشر بنجمة استعراضية كبيرة، ووقع معها عقد فيلم العيش والملح، وحققت نعيمة عاكف نجاحاً مذهلاً فى الفن والاستعراض، ربما لم يكن يتحقق لها لو استمرت لاعبة اكروبات فى السيرك ولم يقع لها هذا الحادث الذى غير مصيرها.