ارتبطت الفنانة الكبيرة نادية لطفى بعلاقة صداقة قوية مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذى تحل ذكرى ميلاده اليوم، حيث ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 21 يونيو من عام 1929، واستطاعت الجميلة الشقراء أن تقترب من العندليب وتعرفه عن قرب، كما جمعهما العمل فى فيلمين من أهم أفلام حليم وهما، الخطايا وأبى فوق الشجرة.
وبعد رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ كتبت نادية لطفى مقالاً نشرته مجلة الموعد تحت عنوان "حكايات مجهولة فى حياة العندليب تحكيها نادية لطفى" تحدثت خلاله الفنانة الكبيرة عن شخصية حليم الذى لا يعرفه أحد والصفات التى لا يراها ملايين المعجبين والمعجبات به، والتى عرفتها عن قرب بحكم الصداقة التى جمعتها.
وقالت نادية لطفى أنها كانت فى بداية حياتها وقبل احترافها الفن لا يستهويها حليم ولا أغانيه وكانت تتعجب من البنات اللاتى يعشقنه بجنون حتى أنه عندما ذهبت مع بعض صديقاتها لمشاهدة فيلم حكاية ح فى السينما لم تستطع استكمال الفليم وغادرت السينما فى منتصفه.
وأوضحت الفنانة الكبيرة أن هذا الشعور تغير عندما نضجت وأصبحت على مستوى أن تقيم فنه -على حد قولها- مؤكدة أنه احترمته قبل أن تتعرف عليه من خلال حفلات أضواء المدينة قبل أن تشاركه أى عمل فنى، مؤكدة أنها كانت وقتها غير مهورة وانبهرت عندما شاهدت حليم وصباح لأول مرة لكن الموقف- كما وصفته- كان يحتم عليها الوقار، رغم أنها كانت وقتها تتمنى أن تحمل توقيعهما على أوتوجراف كألاف المعجبات.
وأشارت نادية لطفى إلى أنها بعد ذلك بدأت تراقب حليم وتصرفاته مع زملائه وكيفية إدارته لنفسه ولموهبته، مؤكدة أنه كان ففى منتهى الذكاء فى إدارة نفسه ووصل إلى مرحلة من هذا الذكاء لم يصل إليها غيره، وأنه كان يستطيع أن يميز الشعرة بين الغرور والثقة بالنفس ولم يصل أبداً إلى حافة الغرور رغم ما وصل إليه من مكانة ونجاح.
وتابعت الفنانة الكبيرة قائلة: "تعددت حفلات أضاء المدينة وكنت أشعر بأن عبدالحليم مع المطربات مثل ولد فى بيت كله بنات، داخل بيت العيلة يدلع البنات ومفيش مانع يضربهم أحياناً لمصلحتهم، لكن خارج البيت هو الأخ الحمش الذى لا يسمح لاحد بأن يقترب منهن".
وأوضحت: "إحساسه بأنه الولد فى العيلة كان جزءا من شخصيته فى كل الوسط الفنى، لو فى مشكلة لازم توصل لأى مسئول بيوصلها، ولو العيلة محتاجة مساندة لا يتأخر ولا يكتفى بالفرجة لكن يحاول الحل واكبر مثال على ذلك موقفه من صندوق الفنانين، ومن حفلات الجبهة فترات الحرب، حيث كان يحرص على لماركة ودعوة باقى الفنانين للمشاركة، وكان يشعر أنه واجهة مصرية وواجبه أن يقوم بهذ الدور على أكمل وجه"
وأكدت الفنانة الكبيرة أنها عندما مثلت مع حليم فيلمى الخطايا وأبى فوق االشجرة كان لديها فرصة للاقتراب منه أكثر ودراسته، مؤكدة أنه كان يذاكر ويسأل ويتعلم، ويبقى فى الاستديو بعد انصراف الجميع ويحضر قبلهم، وكان موضوعى ويسعى لمصلحة العمل حتى أنه غير نهاية فيلم ابى فوق الجرة لتكون نهاية وإفيه الفيلم لها، رغم أنه البطل ويشارك فى الإنتاج من خلال شركة صوت الفن"
وأشارت نادية لطفى إلى أن هذه الصفات جعلت حليم يتفوق على الجميع أثناء حياته وحتى بعد موته، مؤكدة أنه جعل للأغانى طعم حتى الأغانى التى لم نكن لنقبلها ونحبها ببصوت فنان أخر أصبحنا نحبها ونفرح بها ونحفظها، فحفظنا ورقصنا للسد العالى، ولم تعد الأغانى الوطنية مجرد شعارات، قائلة :" حليم حببنا بأغانيه فى بلدنا ومشروعاتنا"
كما تحدثت الفنانة الكبيرة نادية لطفى عن الجوانب الإنسانية والخيرية فى حياة العندليب والتى لم يتحدث عنها طوال حياته وحرص أن تبقى بعيدا عن أعين الإعلام، مشيرة إلى انها عرفت بهذه الجوانب من بعض البسطاء الذين كان يساعدهم فى الخفاء ومنهم خادمتها وهى من قرية العندليب و حكت لها كيف ساعد حليم اسرتها بعد وفاة والدها وهى فى سن صغيرة ، وكان يخصص مبالغ شهرية للفقراء فى قريته ويساعد كل من يحتاج للمساعدة.
وأشارت نادية لطفى إلى أن حليم كان فلاح مصرى اصيل فى بيته وع اصدقائه ولم تتغير صفات هذا الفلاح الذى قابل الملوك والرؤساء ولم يتكبر بما وصل إليه من شهرة وجماهيرية.