شخصية المخرج تكاد تكون أهم عناصر نجاحه، وتظهر بقوة أثناء إدارته لممثليه وموقع تصوير عمله وقليلين جدا المخرجين الذين يتمتعون بشخصيات قوية فى تاريخ الفن، فدائما ما يرضخ أغلب المخرجين لطلبات النجوم.
واليوم تمرذكرى رحيل مخرج مصرى يعد من أهم مخرجى جيل الثمانينات والتسعينات وهو المخرج عاطف الطيب، الذى حدث موقف بينه وبين أحد أبطال أفلامه، وهوالنجم الراحل أحمد زكى.
وكشف هذا الموقف عن قوة شخصية وسيطرة عاطف الطيب في عمله كمخرج له الرأى الأول والأخير فى كل تفاصيل العملية الإخراجية.
الموقف بكل بساطة كان كالآتي : أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم " ضد الحكومة " قرر أحمد زكي تصوير أحد مشاهده بالفيلم من زاوية محددة ولكن المخرج عاطف الطيب رفض الاستجابة لطلب أحمد زكي وأصر علي رؤيته في تصوير المشهد كما يراه هو كمخرج للعمل فاختيار زاوية التصوير من أساسيات عمل المخرج وجزء أصيل من رؤيته السينمائية وحدث خلاف كبير وقتها كان سيؤدي لايقاف الفيلم لكن في النهاية انتصر المخرج عاطف الطيب وحقق رؤيته ورضخ أحمد زكي لما يريده الطيب الذي انتصر في النهاية ليس له شخصيا ولكن لمهنة المخرج التي لابد أن يحترمها الممثل ولا يتدخل فيها .
فيلم "ضد الحكومة" واحد من أهم أفلام المخرج الراحل عاطف الطيب، وأحد أعظم أفلام الإمبراطور أحمد زكى، ففى "ضد الحكومة" ترفض السلطة الاعتراف بفشلها وتعتبر حادثة اصصدام حافلة طلاب مدرسة بعربة القطار مجرّد "قضاء وقدر" يستحق عقاب السائق وعامل سكة الحديد، لكن "المحامي مصطفى خلف بطل الفيلم" ينجح في طلب الوزراء المسؤولين للمثول أمام المحكمة وتقديمهم إلى العدالة.
المخرج عاطف الطيب خلال خمسة عشر عاماً هي مشوار حياته الفني قدم 21 فيلماً سعى من خلالهم إلى تقديم صورة واقعية عن المواطن المصري والمجتمع المصري فهو مخرج شديد البساطة في أفلامه وفي نفس الوقت شديد العمق فلو ذكرنا أسماء أفلامه ستجدها جميعا من أروع الأفلام في السينما المصرية وجميعها ناقشت قضايا مصر بواقعية شديدة وكانت علامات في تاريخ الفن المصري والسينما المصرية فهو مخرج عبقري وتمراليوم ذكري وفاته .
ارتبط اسم عاطف الطيب ارتباطا مباشرا ووثيقا بقضايا المواطن المصري البسيط وبحقوقه، ولذلك فقد كانت ولا تزال أغلب أعماله مثيرة للجدل النقدي وغير النقدي، لما تتطرق إليه من قضايا تتعلق بالحريات العامة والخاصة علي السواء وقضايا الحرب ضد الاستعمار بجميع أشكاله وأيضا القضايا التي تخص العلاقة بين المواطن والسلطة ممثلة في أي من أجهزتها ومؤسساتها.