يمر اليوم 90 عامًا على ميلاد الفنان الكبير صلاح قابيل، الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 27 يونيو من عام 1931 ليكون أحد مبدعى الفن وكبار نجومه ويترك ببصمة وأعمالاً فنية عاشت وستعيش لأجيال مقبلة بعد رحيله.
صلاح قابيل الفنان متعدد الوجوه والمواهب والذى استطاع أن يجسد مختلف الأدوار ويتنوع بين الخير والشر والكوميديا والتراجيديا، فأبدع فى أدوار الضابط وتاجر المخدرات، ابن البلد والأرستقراطى، السياسى ورجل المخابرات والمجرم، وأجاد فى كل هذه الأعمال.
ورغم موهبة الفنان الكبير صلاح قابيل تحدثت معظم الأخبار بعد وفاته عن نهاية حياته وشائعة دفنه حيًا والتى نفاها ابنه أكثر من مرة، فى حين لا يعرف الكثيرون عن بداياته.
وعن نشأة وبدايات الفنان الكبير صلاح قابيل تحدث ابنه عمرو صلاح قابيل فى حوار لـ"انفراد" قائلاً: "ولد أبى فى 27 يونيو 1931 بقرية العزيزية مركز منيا القمح محافظة الشرقية، وكان ترتيبه الثانى بين إخوته الأربعة، فله شقيق أكبر وشقيقتان أصغر منه، وكان والده ناظر مدرسة وانتقلت الأسرة بسبب عمل الأب إلى القاهرة، وعندما بلغ سن الثامنة توفت والدته، وتركت عمتى الصغرى رضيعة"
وتابع ابن الفنان الكبير: "تزوج جدى بأخرى، وكان لوفاة جدتى فى هذا السن المبكر تأثير كبير على أبى طوال حياته، فلم يكن يحب احتفالات عيد الأم، وظل حتى وفاته يشعر بحزن شديد فى هذا اليوم، ويشفق على كل طفل يتيم، ويرى ضرورة إلغاء الاحتفالات فى هذا اليوم، مراعاة لمشاعر الأيتام والأمهات اللاتى فقدن أبناءهن، وذلك على الرغم من أن زوجة أبيه كانت سيدة فاضلة وطيبة"
وعن حبه للفن قال عمو صلاح قابيل: "كان والدى مغرما بالفن منذ طفولته، ولكنه لم يصرح لوالده بذلك، حيث كانت أغلب العائلات ترفض عمل أبنائها بالتمثيل، وكان يطلق على الفنان اسم مشخصاتى، وبعد انتهائه من دراسته الثانوية التحق بكلية الحقوق التى كانت العائلات ترغب فى التحاق أبنائها بها حتى يتخرجوا مستشارين وقضاة ووزراء، وبالتزامن مع دراسة الحقوق التحق أبى بمعهد الفنون المسرحية دون علم والده، وبعد وفاة جدى أصبح والدى مسؤولا عن الأسرة فعمل موظفا لينفق على نفسه وإخوته، ولكنه لم يستطع التوفيق بين عمله والدراستين، وترك كلية الحقوق وهو فى السنة الثالثة، واستمر فى معهد فنون مسرحية، وخلال هذه الفترة كان يعمل فى مسارح الهواة، حتى شاهده مخرج الروائع حسن الإمام وأعجب بموهبته ورشحه للمشاركة فى فيلم زقاق المدق عن رائعة الأديب العالمى نجيب محفوظ فى دور "عباس الحلو".
وأضاف الابن: "كانت البداية الفنية القوية لوالدى، حيث لم يظهر فى دور كومبارس أو أدوار صغيرة، ولكنه بدأ فى عمل عملاق يجمع عمالقة الفن وقتها، وحقق نجاحا كبيرا فى أداء هذا الدور وبعدها انطلق فى أدوار أخرى، وتفرغ للعمل الفنى وترك وظيفته، وتعاون مع كبار المخرجين والروائيين والأدباء، حيث عمل مع حسن الإمام والأديب العالمى نجيب محفوظ فى فيلم بين القصرين، والعصفور ليوسف شاهين، كما أدى أدوارا فى أعمال لكبار الأدباء، وتكرر تعاونه مع الأديب العالمى فى فيلم الحرافيش، وقام ببطولة «نحن لا نزرع الشوك» ليوسف السباعى، و«الراقصة والسياسى» لإحسان عبدالقدوس، وغيرها من أعمال تعاون فيها مع كبار المخرجين والأدباء والتمثيل.