بدأت صناعة السينما المصرية في تزامن مع السينما العالمية اي ما يقارب 125 عاما، وكانت تلك الصناعة الوليدة تعتبر آنذاك من مصادر الدخل القومي، ومع ذلك لم تلفت أى جهة أو مؤسسة لضرورة الحفاظ على ما انتجته السينما المصرية من أفلام يصل عددها إلى عشرة آلاف فيلم روائي، كما تفعل الدول التي تحرص على تراثها وتعتبره ثروة قومية وثقافية ملك الأجيال الحالية والقادمة.
الكاتب الصحفي جمال عبد القادر عكف الكاتب على مدار ثلاث سنوات على جمع هذه الأفلام ورصد المعلومات عنها سواء قصة الفيلم وأبطاله أو تفاصيل فقده وضياعه، وجاء الكتاب الذي يضم أكثر من 400 فيلم بمثابة موسوعة لهذه الأفلام التي سقطت من ذاكرة السينما و ربما لا يعرف عنها الكثيرون أي شيء ورصد مجموعة كبيرة جدا من الأفلام المنسية والنادرة، التي سقطت من تاريخ السينما إما بسبب الفقد أو التلف أو الخروج مع صُناعها عقب خروج الأجانب في مصر فترة الخمسينات من القرن الماضي أو لأسباب أخرى .
كتاب "المنسي من تاريخ السينما " يشارك في الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وهو يعد وثيقة سينمائية ومرجع مهم لكل الباحثين وقال مؤلف الكتاب الزميل جمال عبد القادر لـ "انفراد" أنه بذل جهدا كبيار في عملية البحث عن تلك الأفلام ويؤكد أنه في اعقاب ثورة يوليو 52 بدأت الجاليات الاجنبية تفتكر في الخروج من مصر وكان كثير من هذه الجاليات يعمل بصناعة السينما " اخراج انتاج، تصوير، ديكور، مونتاج، صوت" بل قامت صناعة السينما على اكتافهم وقدموا خبراتهم لهذه الصناعة الوليدة، وانتجوا عشرات الأفلام التي تعتبر سحرالبدايات، ولكنهم عندما قرروا الرحيل عن مصر اصطحبوا معهم علب هذه الافلام والتي تعبرعن مراحل تطور صناعة السينما المصرية بما تتضمنه من نجوم وخبرات و موضوعات شديدة الاهمية وهي قطع من التراث فرطنا فيها بمنتهى السهولة.
وأضاف : "النسخ الأصلية لعشرات الأفلام التى اختفت تماما والبعض تبدد وتعرض للتلف بسبب سوء التخزين والإهمال والجهل بقيمته، شركات انتاج افلست وتوقف نشاطها أو هاجر أصحابها ولا أحد يعرف مصيرالافلام التي انتجوها حيث تفرقت دماءها بين الورثة، باختصار نحن نواجه ضياع جزء كبير من تاريخ السينما المصرية وهو أمر جلل لم يدركه إلا المهتمين والمعنيين بالأمر، لذلك فالجهد الذي بذله الباحث والناقد جمال عبد القادر يستحق التقدير حيث عكف طوال ثلاث سنوات على جمع معلومات عن الافلام المفقودة، ومع غياب اي داتا أومعلومات عن هذه الافلام تصبح المهم شبه مستحيلة، فبالاضافة للافلام المختفية هناك نسبة لا بأس بها من الأفلام المجهولة والتي سقطت من حساب واهتمام من يعملون بصناعة السينما وكان لابد من رصدها و الاعلان عن وجودها.