كثيرا ما أثارت القبلات في السينما العديد من الأزمات والمواقف وأحياناً كان الناس يرددون أسئلة من قبيل "هل بوس السيما حقيقى، وهل يكون هناك مشاعر وأحاسيس بين الطرفين"، كما اختلف الناس وحتى الفنانون أنفسهم حول مواقفهم من القبلات في الأفلام ورفع البعض شعارات السينما النظيفة الخالية من أي مشاهد إثارة ومنها مشاهد القبلات، بينما دافع الكثيرون أيضا عن وجود القبلات في الأعمال الفنية خلال سياق الأحداث.
وعلى مرالتاريخ الفني تسببت القبلات في العديد من الأزمات ومنها ما حدث مع الفنان سمير صبري والتي تحدث عنها في أحد البرامج مؤكداً أن خلافاً وقع بينه وبين الموسيقار الكبير بليغ حمدي، بسبب قبلته للفنانة وردة في فيلم "حكايتى مع الزمان" حيث شن بليغ حمدي هجوما عليه وأعلن اعتراضه على المشهد، قائلًا: "محدش يبوس مراتي".
فيما أثارت قبلة فاتن حمامة وعمر الشريف في فيلم صراع في الوادي، وهو أول بطولة للفنان العالمى ضجة كبيرة، خاصة أن فاتن حمامة كانت ترفض القبلات في أفلامها، ووقتها كانت متزوجة من المخرج عز الدين ذو الفقار، ووسط دهشة الجميع، وافقت فاتن علي مشهد القبلة الذي جمعها بعمر الشريف، ووقع الطلاق بينها وبين زوجها أثناء تصوير الفيلم، وبعد انتهاء التصوير، أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوجها.
كما تسببت مشاهد القبلات في رمضان فى العديد من الأزمات بين فنانى الزمن الجميل والمخرجين لحرص الفنان على الصيام وخوفه من أن تبطل القبلة صيامه وحرص المخرج على الانتهاء من تصوير العمل وعدم تعطله.
وكان من بين هذه المواقف ما حدثت بين الفنانة الجميلة كاميليا والفنان كمال الشناوى أثناء تصوير فيلمه "شارع البهلوان" حيث رفض الشناوى تصوير مشهد القبلة وهو صائم.
وأوضح صلاح أبو سيف أنه حاول إقناع كمال الشناوى بأن يؤدى مشهد القبلة وقال له :" قبلة التمثيل لا تفسد الصيام لأنها تدخل تحت بند متطلبات العمل الذى يتكسب منه"، وأخذ يعدد له المشكلات التى يسببها تأجيل هذا المشهد فى تعطل العمل ليوم كامل واستحالة عودة العاملين فى الفليم بعد الإفطار مرة ثانية لتصوير المشهد.
ولكن الشناوى أصر وبعد محاولات اقتنع ولكن كاميليا عندما علمت برفض الشناوى تقبيلها دون أن تعرف السبب غضبت بشدة، رفضت كاميليا تصوير المشهد قائلة :" مش هنصور، بقى هو رافض يبوسنى، هو يطول، أنا كمان مش موافقة وعندى كرامة ومش ممكن أخليه يبوسنى".
فحاول المخرج صلاح أبوسيف إقناع كاميليا بأن سبب رفضه هو أنه صائم وبعد مجهود استطاع إقناعها بتصوير المشهد.
وأكد أبوسيف أنه بعد عناء صور مشهد القبلة وقال أنه كان من افضل مشاهد القبلات التى صورها فى حياته لأن القبلة كانت عنيفة وقوية لدرجة أنه عندما عرض الفيلم على الرقيب بوزارة الداخلية وقتها، حذفها من الفيلم.
بينما حكى المخرج عاطف سالم أنه اثناء تصوير فيلم "المصرى أفندى" بطولة حسين صدقى ومديحة يسرى، كان أحد المشاهد يتطلب تصوير قبلة بينه وبين مديحة يسرى، فاعترض قائلا:" مش ممكن أمثل المشهد ده ".
وأكد عاطف سالم أنه حاول إقناع حسين صدقى بتصوير المشهد مشيرا إلى أن القبلة الفنية ليست حراماً ولكن الفنان الكبير أصر على الرفض.
وأشارت مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر فى رمضان عام 1961، إلى أن أزمة أخرى وقعت بسب تصوير قبلة بين سمراء النيل مديحة يسرى وزوجها الفنان محمد فوزى.
حيث أشارت المجلة إلى أن سمراء النيل كانت تشارك الفنان محمد فوزى بطولة فيلم "نهاية قصة" وكانت زوجته وقتها والفيلم من إنتاجه.
وأثناء تصوير الفيلم طلب المخرج من محمد فوزى تقبيل مديحة يسرى طبقا لما يقتضيه أحد المشاهد، ولكن سمراء النيل رفضت رفضاً قاطعا وقالت " مش ممكن أنا صايمة"، فقال المخرج :" مش ممكن إزاى ده شغل"، وأصرت مديحة على موقفها مؤكدة أن القبلة ستبطل صيامها.
وحاول المخرج إقناع مديحة يسرى بأنه لا شىء فى هذه القبلة وأنها لن تفطر بسببها لأن من يقبلها هو زوجها ، ولكن سمراء النيل أصرت على موقفها.
وأمام إصرار مديحة يسرى لجأ المخرج للشيخ محمود أبو العيون أحد كبار علماء الأزهر محاولاً استصدار فتوى لإقناع الفنانة الكبيرة بتصوير المشهد، لكن الشيخ أبو العيون أجاب قائلا:" طالما أنها تشعر بأن هذه القبلة ستؤذى صيامها فمن الأفضل تأجيل التصوير لبعد الإفطار".
وهكذا رضخ المخرج لرغبة سمراء النيل بعد أن فشل فى الحصول على فتوى لإقناعها بالقبلة فى نهار رمضان وبالفعل تم تأجيل تصوير المشهد لبعد الإفطار.