هناك عدد من الفنانات يمكن أن يطلق عليهن لقب ملائكة الرحمة، ليس بسبب الأعمال الفنية اللاتى قمن بها ولكن لأنهن قمن في الواقع بتخفيف جراح المرضى والمصابين، سواء بشكل تطوعى أو لأنهن احترفن ودرسن التمريض وعملن به لفترة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1959 تحدثت المجلة عن فنانات بدرجة ملائكة رحمة وذلك تحت عنوان "ملائكة الرحمة تغزو الشاشة"، ذكرت خلاله عدداً من النماذج والحكايات الطريفة لممرضات وحكيمات تركن الطب إلى الفن.
وفى عام 1948 اجتاحت الكوليرا مصر، وحينها فتحت المستشفيات أبوابها لتطوع النساء ، وكانت تحية كاريوكا من أسبق الفنانات للتطوع ، وأكثرهن تفوقاً في تعلم قواعد التمريض حتى حصلت على شهادة التمريض ، وبدأت تعمل مع الوحدات التي كانت تسافر كل محافظات وقرى القطر المصرى لمكافحة الوباء ، ثم تعود ليلاً إلى المستشفى ، وكانت تحية متعاقدة للعمل في ثلاث أفلام، وتعمل في أحد الملاهى الليلية وقتها ، ولكنها اعتذرت عن كل هذه الأعمال للتفرغ لمهمتها التطوعية الإنسانية، حتى أنها اضطرت لاقتراض مبلغ 500 جنيه لتعيش منها خلال هذه الفترة.
وكانت الصحف خلال هذه الفترة تنشر صور كاريوكا وهى تقوم بحقن المرضى، وأراد أحد المعجبين معاكستها فاتصل بها مدعياً أنه مريض بالكوليرا يستنجد بها وهو يصرخ من الألم ، وأعطاها العنوان، فأسرعت الفنانة الكبيرة لإنقاذه ، وفوجئت حين وصلت أنه لا يعانى من شيئ وصرح لها بأنه معجب، فكتمت كاريوكا غيظها ودعته للركوب معها في سيارتها، ففرح، وإذا بها تأخذه للمستشفى ليتم حجزه لمدة ثلاثة أيام مع المرضى المشتبه بهم عقاب له على هزاره السخيف.