رحل وترك مدرسة من الكوميديا ذات طابع خاص، لها أهدافها وقواعدها، واستطاع أن يبكينا ويضحكنا بأداء بسيط ومميز، إنه الفنان "عبد المنعم مدبولي"، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الجمعة 9 يوليو عام 2006، بعد أن أمتعنا وجسد صورة حقيقة للأب المصري وطريقة تعامله مع أبنائه من خلال شخصيته الشهيرة "بابا عبده"، وأبدع فى كل أعماله الراسخة في أذهان كل الأجيال.
قدم الفنان عبد المنعم مدبولي الكثير للفن، سواء من خلال التلفزيون أو المسرح أو السينما، ورغم اتجاهه للسينما في وقت متأخر إلا أنه قدم ما يصل إلى 150 فيلمًا، منهم "في الهوا سوا، "بين السما والأرض"، "الزوج العازب"، "الحفيد"، "إحنا بتوع الأتوبيس"، "حب في الزنزانة"، "مولد يا دنيا".
كما أسس مدرسة مسرحية كوميدية خاصة به المدبوليزم، وكون العديد من الفرق المسرحية، وقدم أروع أعمال المسرح الذى عشقه واكتشف فيه العديد من نجوم الكوميديا.
ورغم هذا العطاء الفني الواسع، إلا أن الناس دائمًا ما كانت تتهمه بالبخل في حياته الشخصية، حتي أن الإعلامي مفيد فوزي سأله في أحد برامجه هل هو بخيل أم لا، وكانت إجابة مدبولي أنه بعيد عن الأماكن العامة والسهرات، كما أنه إنطوائي، قائلاً: "أنا ماليش أي علاقة بالأماكن العامة والسهرات، أينعم أنا أنطوائي، مش ضرورى الفنان يكون بيحب السهر واجتماعي، أنا مثلاً بعد ما أخلص شغلي أجي أقعد في بيتي مع ولادي، اقرأ كتاب، ألعب مزيكا".
كما قال عبد الفنان عبد المنعم إبراهيم عندما سئل عن مسألة بخل مدبولي كونه أحد أصدقائه المقربين، "الله اعلم، بس إحنا كنا بنقوله زمان يا أخي طلع شوية"، بينما كان للفنان فاروق الفيشاوي رأي مختلف، قائلا: "أنا بيتهيألي أنه نوع من الحرص مش لدرجة البخل، أستاذ مدبولي بيته شيك جدا، أولاده أتعلموا أحسن تعليم، ومل وصلوا لمستويات عالية جدا، وده بفضل أنه بيصرف عليهم".