تمر اليوم الجمعة 58 عاماً على رحيل المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 23 يوليو من عام 1963، بعد رحلة فنية كان فيها أحد رواد ومخرجى أجمل الأفلام الرومانسية.
ولد عز الدين ذو الفقار الملقب بفارس السينما فى 28 أكتوبر عام 1919 بحى العباسية وهو الشقيق الأوسط للفنانين محمود ذو الفقار وصلاح ذو الفقار.
وعز الدين ذو الفقار هو ابن أسرة يننتمى أغلب أفرادها للجيش والشرطة، حيث كان والده أميرلاى فى البوليس، وكان عز الدين ذو الفقار نفسه يعمل ضابطاً بالقوات المسلحة المصرية، واستقال وهو برتبة يوزباشي (نقيب) في سلاح المدفعية ليعمل بالسينما.
وبدأ بالعمل مساعد للمخرج محمد عبد الجواد فى أفلام "الدنيا بخير" عام 1946، و"أزهار وأشواك" عام 1947، و"عادت إلى قواعدها" عام 1946.
وكان عز الدين ذو الفقار يكتب القصة والسيناريو، فشارك فى كتابة فيلم "أسير الظلام" 1947، وهو الفيلم نفسه الذي أعاد تقديمه في العام 1962 بعنوان "الشموع السوداء" من بطولة مايسترو الكرة المصرية صالح سليم والفنانة نجاة الصغيرة.
وقدم عز الدين ذو الفقار مجموعة من روائع السينما المصرية، وصل عددها إلى 30 فيلمًا كان للفنانة الراحلة فاتن حمامة نصيب الأسد منها، وتزوج عز من سيدة الشاشة فاتن حمامة بعد قصة حب كبيرة فى نهاية الأربعينيات، واستمر زواجما حتى عام 1955 وبعدها انفصلا وتزوجت فاتن من عمر الشريف، ورغم ذلك لم ينفصل عز الدين وفاتن فنياً، حيث قدم ذو الفقار وفاتن حمامة أفلام طريق الأمل عام 1957، وامرأة في الطريق عام 1958، وبين الأطلال عام 1959، ونهر الحب عام 1960، وتزوج عز الدين بعد ذلك من كوثر شفيق وأنجب منها ابنته دينا ذو الفقار.
وكان آخر أفلام عز الدين ذو الفقار فيلم "الشموع السوداء" عام 1962، وبعده توفى عام 1963، بعد صراع مع المرض، قبل أن يكمل الرابعة والأربعين من عمره.
وفى حوار لـ "انفراد" مع محمد على برهان حفيد المخرجة الكبيرة آسيا داغر تحدث عن دور المخرج عز الدين ذو الفقار فى فيلم الناصر صلاح الدين وفى اكتشاف مواهب المخرج العالمى يوسف شاهين، و أشار برهان إلى قصة تعاون المنتجة الكبيرة آسيا مع المخرجين يوسف شاهين وعز الدين ذو الفقار وكواليس صناعة فيلم الناصر صلاح الدين والصعوبات التى واجهتها فى إنتاج هذا العمل الفنى الضخم والهام، والذى استغرق إعداده 5 سنوات.
وقال برهان إن جنون يوسف شاهين سبب اختيار المخرج عز الدين ذو الفقار له لتصميم المعارك فى فيلم الناصر صلاح الدين.
وأكد حفيد المخرجة الكبيرة آسيا أن عز الدين ذو الفقار كان يعرف قدراته وأنه يجيد إخراج المشاهد الناعمة وسوف يفسد المعارك إذا قام بإخراجها، لذلك استعان بشاهين ، وأن المشاهد الناعمة فى فيلم الناصر صلاح الدين بين لويزا وعيسى العوام، وليلى طاهر وريتشارد أخرجها عز الدين ذو الفقار، فى حين أن يوسف شاهين أخرج مشاهد المعارك الحربية، مؤكدًا أن عز الدين ذو الفقار عندما مرض أوصى بأن يستكمل شاهين إخراج الفيلم.
كما أشار المخرج الكبير سمير سيف، فى أحد لقاءاته إلى أن مرض المخرج عز الدين ذو الفقار، هو سبب التحول الكبير فى أعمال يوسف شاهين، حيث كان من المفترض أن يقوم "ذو الفقار" بإخراج فيلم "جميلة بوحيرد"، إلا أن إصابته بمرض الروماتويد أدت إلى ترشيح يوسف شاهين ليحل محله فى إخراج هذا الفيلم، وهو ما أدى إلى تغيير كبير فى توجهات ووعى يوسف شاهين.