أعتدنا أن يكون الفن أداة من أدوات التوثيق والرصد فى العديد من الأحداث التاريخية ، لعل الأجيال القادمة تستمد معلوماتها منه على الرغم أنه فى كثير من الأحيان يقدم ذلك التاريخ من وجهه نظر القائمين على العمل ولكن فى النهاية يكون أمامنا العديد والعديد من الأعمال التى تحمل نفس الهدف .
لم يختلف الأمر فى ثورة يوليو، فقد أدرك القائمين على الثورة منذ اليوم الأول لها تلك الحقيقة، فى اليوم الأول لها وجدنا الزعيم السابق أنور السادات والذى كان فى ذلك الوقت أحد الضباط الأحرار للثوره بدخول مبنى الإذاعة وأعلان البيان الاول لهم من خلاله .
هناك العديد من الأفلام التى قدمت ثورة يوليو منها من عبر عن الثورة وأهدافها بصورة إيجابية ومنها من أبرز سلبيات العصر الملكى والذى كان سببا فى قيام ثورة يوليو وكان هناك نوع أخر من الأفلام عرض مساوئ تلك الثورة من وجهة نظرهم ، وكان معظم تلك الأعمال السينمائية يربطهما نزعة الحماس الشديدة .
ونجد أن ثورة يوليو أثرت بشكل كبيرعلى الفن وحاولت تغيير موضوعاته التى كانت تقدم وحاولوا استخدام كافة الفنون لخدمة الثورة ، وكان أول بيان للرئيس السابق محمد نجيب بعد الثورة بـ ٢٥ يوما كان يحس على تقديم أعمالًا فنيا تنقذ الشباب الذى كان قد دفع إلى الهاوية ، ولم يخلو الوسط الغنائى من توثيق الثورة حيث تسابق المطربين وقتئذ للغناء بإسم الثورة وكذلك باسم جمال عبد الناصر الذى أزعجه الأمر فى وقت ما وطلب عدم الغناء باسمه مرة أخرى ولكن ظل المطربين يغنون بإسمه .
ومن أهم الأعمال التى أشارت لثورة يوليو فيلم شيء من الخوف والذى كان إسقاط سياسي واضح على عبد الناصر ومنعته الرقابة ولكن عندما شاهده أقتنع أنه لم يكن المقصود بشخصية عتريس فى الفيلم ووافق على عرض الفيلم ، وكذلك فيلم رد قلبي ، والأيدى الناعمة ، وفى بيتنا رجل ، القاهرة ٣٠ ، الباب المفتوح ، والله معنا ، وأرض الأبطال .