كثرت خلال هذه الفترة الحوادث التي تنتج عن زيادة معدلات المشاكل الزوجية، والتي وصل بعضها إلى درجة القتل، وآخر هذه الحوادث التي شغلت الرأي العام جريمة القتل التي طعنت فيها زوجة شابة زوجها بعد خلاف وشجار بينهما نتج عنه وفاة الزوج والقبض على الزوجة والمصير المجهول لطفليهما اللذين لا يتجاوز عمريهما الثلاث سنوات، بعد أن جمعت الزوجين علاقة حب شهد بها الكثيرون، الذين أكدوا أن تصاعد شحنة الغضب بينهما كان ورائها تدخل الأهل في كل تفاصيل حياتهما الزوجية.
ومنذ زمن بعيد كانت السينما المصرية سباقة لمناقشة مثل هذه المشاكل وطرحها مبكرًا للتنبيه والتحذير من خطورة تدخلات الأهل بين الزوجين وما ينتج عن ذلك من مشكلات قد تنتهى بالانفصال أو القتل، وناقشت العديد من الأفلام هذه المشكلة وطرحتها بكل أبعادها.
وكان من بين أقدم الأفلام التي طرحت خطورة تدخل الأهل في حياة الأبناء فيلم " لعبة الست" عام 1946 لنجيب الريحانى وتحية كاريوكا والذى طرحت أحداثه كيف أثر طمع عائلة الزوجة وحرصهم على استغلال مواهب ابنتهم وتحريضها على زوجها وإبعادها عنه ، رغم قصة الحب التي جمعتهما مما تسبب فى تدمير حياتها الزوجية، حتى انتبهت وأدركت الابنة خطورة ما حدث وعادت إلى زوجها.
وطرح فيلم " ست البيت"، انتاج عام 1949 والذى قامت ببطولته فاتن حمامة وعماد حمدى وزينب صدقى مشكلة رغبة الأم في السيطرة والتحكم في كل شئون البيت والحياة الخاصة بالزوجين وتحريض الابن على زوجته والنظرة الدونية لزوجة الابن ومحاولة الوقيعة بينها وبين زوجها وما ينتج عن ذلك من تدمير لحياة الأسرة وإفساد الحياة الزوجية.
وكان من بين أنجح هذه الأفلام التي طرحت قضية تدخل الأهل في الحياة الزوجية فيلم " الحموات الفاتنات" الذى تم انتاجه عام 1953 وقامت ببطولته كريمان وكمال الشناوى اللذان قاما بدور الزوجين الشابين، بينما قامت الفنانتان الكبيرتان مارى منيب وميمى شكيب بدورى الحموات اللاتى يتدخلن في حياة الزوجين وفى كل تفاصيلها ويعيشان لفترة معهما فتدب المشاكل بينهما حتى يوشكا على الطلاق ، بل وتتعرض حياة ابنيهما للخطر بسبب شجار الحماتين، حتى ينتبه الزوجان ويقررا ألا يسمحا بهذه التدخلات وتنتبه الحماتين بأن حبهما الشديد لأبنائهما والذى وصل لدرجة التدخل في كل تفاصيل حياتهما قد يدمر حياة الأبناء.
كما طرحت مجموعة الأفلام التي قدمتها الفنانة مارى منيب وجسدت فيها أدوار الحماة ومنها فيلم " حماتى قنيلة ذرية" عام 1951، وفيلم "حماتى ملاك" عام 1959، مشكلة تدخل الحماة في حياة الأبناء وتأثيرها على الحياة الزوجية، حتى وإن كانت تدخلاتها بحسن نية وما ينتج عن ذلك من خلافات بين الزوجين.
وهكذا نرى أن السينما المصرية نبهت وحذرت منذ زمن بعيد من مشكلة تدخل الأهل في حياة الأبناء الزوجية وما ينتج عنها من أزمات قد تصل للطلاق ، وهاهى وصلت في عصرنا الحالي إلى حد ارتكاب الجرائم.