"الصبح طفل بريء ومساه يبان تجاعيد وفوق طريق الأيام تجرى الحياة مشاوير وتشوف ملامح الزمن متعاده فى المواليد وإحنا البشر كلنا أعمار وورق بيطير".. كلمات علقت فى أذهاننا منذ عرض مسلسل "حديث الصباح والمساء" وكانت تلك الكلمات للشاعر الكبير فؤاد حجاج والذى رحل عن عالمنا صباح اليوم السبت الموافق 24 من يوليو بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 92 عاما، لقب فؤاد حجاج بشاعر العامية حيث انحاز فى أغلب كتاباته للغلابة والمطحونين.
عشق المسرح وكان دائمًا يقرأ فيه وله العديد من الكتابات المسرحية التى لاقت إستحسان الكثير من الجمهور والنقاد فكان فيها يتحدث بلسان الفن الشعبى ، كما كتب أشعار لمسرحيات أخرى، وكان له نبؤة فى المسرح ولكنها لم تتحقق من وجهة نظره ورأى أنه أخطأ فى تلك النبؤة حيث قال فى إحدى الحوارات: "كتبت للمسرح كثيرًا سواء من تأليفى أو أشعار كلفت بكتابتها وكنت دائما أقول للناس المسرح قادم ولكنى كنت مخطئًا فى ذلك فهو لم يأتِ أبدًا ونبؤتى كانت غير صادقة".
من أهم أعمال فؤاد حجاج المسرحية، مسرحية "قطار الحواديت" والتى قدمت على مسرح البالون من إخراج عمرو دواره، ومسرحية والله زمان يافاطمة والتى قدمت على مسرح السلام، كما كتب مسرحيتين عن نجيب محفوظ وهم محاكمة شخصيات نجيب محفوظ و كان ليه ياعم نجيب، وعن دافعه لكتابه تلك المسرحيات كان قد صرح بأنه عندما فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل عام 88 شعرت بقشعريره فى جسدى وبكيت كالطفل من السعاده وشعرت أن ذلك شرف لكل شخص ينتمى لفصيلة الكتاب وكنت مستوعب لشخصية نجيب محفوظ ووجدت نفسي أستعيد شخصياته المكتوبة وكانت شخصيات حية وقررت أن أحاكم تلك الشخصيات فى مسرحيتين وعند عرضهم حازت على إعجاب الكثير من الجمهور.