مع بدايات التليفزيون كان الأمر غير معتاد لمعظم النجوم الذين سبق وتعاملوا مع السينما والمسرح، فلم يكن مألوفًا التعامل مع 3 كاميرات بدلاً من كاميرا واحدة، كما لم يكن علم المونتاج قد تطور كما هو الآن، وكانت الأعمال التليفزيونية يتم تصويرها فى شوط واحد وإذا حدث خطأ من فنان أثناء التصوير يتم إعادة المشاهد من بدايتها.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1961 وخصصت خلاله المجلة عددًا من الموضوعات للاحتفال بالذكرى الأولى لميلاد التلفزيون، تحدثت المجلة عن مواقف عدد من نجوم الفن عندما وقفوا أمام كاميرا التلفزيون لأول مرة، وعن المواقف المحرجة التى حدثت مع بعضهم.
وكان من بين هذه المواقف ما حكاه المخرج كمال أبو العلا مدير الغعداد بالتلفزيون وقتها، حيث أشار إلى أنه كان يقوم بإخراج برنامج "مع الموسيقى العربية، واتفق مع أحد الأدباء الذين تخصصوا فى دراسة تاريخ الموسيقى لكى يقدم الحلقة ، وكان موعد التسجيل فى الساعة 8 مساء، ولكن الضيف لم يحضر، وحاول المخرج أن ينقذ الموقف بأى طريقة، ولكنه لم يجد حلاً حتى كاد أن يلغى الحلقة وهو ما كان سيسبب مشاكل أخرى.
وفى أخر لحظة تصادف وجود الأديب والبدع الكبير بديع خيرى فى مبنى التلفزيون ، وكان وجوده طوق النجاة للمخرج وللبرنامج، حيث عرض كمال أبو العلا على بديع خيرى أن ينقذه من هذا الموقف، فرحب خيرى على الفور.
وأك ابو العلا أن هذه الحلقة كانت من أنجح حلقات البرنامج حيث غنى فيها بديع خيرى من ألحان وأغانى زمان وتحدث عن تاريخ الموسيقى وعن ذكرياته الثرية والطريفة ، ووصلت للبرنامج مئات الخطابات من الجمهور تبدى إعجابها بهذه الحلقة الممتعة.