قدم الأديب العالمى نجيب محفوظ نحو تسعة عشر عملا سينمائيا كتب لها السيناريو والحوار، بعيدا عن الأفلام المأخوذة عن رواياته والتى بلغت أكثر من أربعين عملا سينمائيا، فهل تساءلت فى يوم كيف بدأ صاحب "الثلاثية" الكتابة للسينما، ومن الذى دفعه إلى هذا، هل تسألت من كان وراء دخول محفوظ لهذا العالم، وأعتبره الأخير معلمه فى كتابة هذا الفن؟.
الإجابة باختصار هى وحش الشاشة الفنان الكبير فريد شوقى، هو الذى أدخل "محفوظ" إلى هذا العالم، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله الـ23، حيث رحل فى 27 يوليو من عام 1998، والسبب في بداية علاقة "شوقى"بـ "محفوظ" كان فيلم "جعلوني مجرما" هذا العمل الذى جعل نجيب محفوظ مؤلفا سينمائيا، وفتح آفاقا جديدة أمام إبداعاته الخالدة.
وهي القصة التى رواها "محفوظ" فى أكثر من مناسبة، تحدث عنها أيضا وحش الشاشة العربية، كاشفا كواليس دخول نجيب عالم السينما، وأول أجر يحصل عليه نظير كتابة السيناريو، وذلك خلال إحدى البرامج التلفزيونية، قائلا: "علاقتي بالأستاذ الكبير نجيب محفوظ كانت أول حاجة قرأتها له بداية ونهاية، ورحت عشان اشتريها منه، نجيب محفوظ كان موظف في وزارة الأوقاف في حي الجمالية قسم الرهنات، نجيب محفوظ الأستاذ الكبير ده تدخل عليه السيدة ومعاها الصيغة بتاعتها او الخاتم أو الحلق عشان يرهنهم تبع وزارة الأوقاف، هذا العبقري كان بيرهن صيغة الستات تبع وزارة الأوقاف".
وتابع "شوقي": بقيت أروحله هناك وأقعد، لكن كنت أيامها بعمل فيلم "جعلونى مجرما"، والأستاذ سيد بدير هو السيناريست وقولنا نجيب الأستاذ نجيب محفوظ يظبط الشخصيات، لأن لما تقرأ للأستاذ نجيب في معظم رواياته إزاي بيرسم الشخصية حتي في القعدة في الماسكة حتي في الرجل علي رجل حتي في الطربوش حتي في المناشة، فجبناه واتفقت معاه علي 100 جنيه لأن أنا المنتج، وأديته 25 جنيه عند التوقيع، وفى أول الشغل 25 جنيه، وفي نص الشغل وفى اخر الشغل، وكنا قعدنا نجتمع في كازينو بديعة، كنا بنجتمع أنا وهو والسيد بدير 3 مرات في الأسبوع، وقعدنا 6 أو 7 شهور لحد ما طلع فيلم "جعلونى مجرما"، وقرأنا واتكتب خلاص علي المكنة، ومتشكرين يا أستاذ نجيب وخد فلوسه”.
وأضاف: “لكن لاقيته في أخر يوم حاطط في الظرف 100 جنيه اللي هو خدهم مني، قولتله أيه يا أستاذ نجيب المبلع قليل عشان المدة طالت، قالي لا بالعكس، أنا اتعلمت منكوا ومن الأستاذ سيد بدير ما هي عملية السيناريو، فأنا لو عندي فلوس أدفع ليكوا أكتر، اللي أدتهولي لازم تاخده”.