"سي السيد" شخصية عند ذكرها يذهب الذهن تلقائيا للفنان الكبير يحيي شاهين، الذي تمر اليوم ذكري ميلاده الـ104، حيث ولد في 28 يوليو عام 1917، ويعتبر من أهم نجوم زمن الفن الجميل، خاصة بعد إبداعه في تجسيد شخصية سي السيد خلال الثلاثية الشهيرة لنجيب محفوظ، حيث استطاع أن يحفر اسمه في تاريخ الفن بدور عظيم من علامات السينما المصرية، وبالرغم من تقديمه عدد كبير من الشخصيات إلا أنها تظل أشهرهم، مما جعل الجمهور يلقبه بـ”سي السيد”.
بدأ “شاهين” رحلته الفنية من خلال المسرح بعدما اكتشفه الفنان بشارة واكيم، وقدمه للفرقة القومية كوجه جديد، وتنقل من خلالها إلي العديد من الفرق المسرحية، إلي أن أتجه إلي السينما ولفت الانظار له ولمع نجمه، وقدم ما يزيد عن 100 عمل سينمائي، منهم “سلامة، جوز الأتنين، خاتم سليمان، ابن النيل، حعلوني مجرما، نساء في حياتي، لا أنام، أين عمري، كهرمان، بين القصرين، الشك يا حبيبي”، وحقق في السينما أضعاف ما حققه في المسرح.
ويمكن أن يرجع السبب في كل النجاحات السينمائية التي حققها الفنان يحيي شاهين، إلي أول بطولاته خلال فيلم “سلامة” أمام كوكب الشرق أم كلثوم، وهو ما كشفه خلال إحدي لقاءاته التلفزيونية، موضحا أن الفيلم أحدث نقلة نوعية في حياته السينمائية، قائلا: “ذكرياتي عن هذا الفيلم كانت نقطة تحول في حياتي السينمائية، بطولة مطلقة قدام أم كلثوم، العملاقة أم كلثوم، الإنسان مهما وصف مايقدرش يافيها حقها، لأنها إنسانة وفنانة كبيرة جدا، فكان أي إنسان يقف قصدها لازم يرتعد، وكنت في بداية حياتي زمان، وكنت لسه شغال معاها كوبارس في دنانير، فكانت فرصة لا تعوض، وكان معروض علي السيدة أم كلثوم أن الأستاذ أحمد علام أو الأستاذ حسين صدقي أو الأستاذ حسين رياض أنه يعمل البطولة، وأم كلثوم صممت إنى أعمل الدور”.
وتابع: “كان الدور عن شاب عنده 20 سنة متدين، وبيقنع القرية إن إذا حصلت أي مشاكل تلجأ له رغم صغر سنه، وده كان دور مناسب ليا جدا، والحقيقة إني اهتمت بيه، واعتقد غني عملت بإحساس صادق”.