انشغل الجميع مؤخرا بجريمة خطف إحدى العصابات للطفل زياد في المحلة الكبرى في وضح النهار وأمام والدته التي تم سحلها في الشارع، ونجحت قوات الأمن بعد جهد مكثف في إعادة الطفل لأسرته.
ومع كل جريمة من جرائم اختطاف الأطفال تنخلع القلوب وتنتشر المخاوف والقلق بين الأسر خوفاً على أطفالهم، وقد نجحت السينما خلال تاريخها الطويل في تناول جرائم خطف الأطفال وجسدت عصابات وعمليات خطف الأطفال بصور مختلفة.
وتناولت السينما في وقت مبكر ومنذ زمن طويل هذه الظاهرة وجسدت عصابات خطف الأطفال في العديد من الأعمال التي كان أغلبها يتناول أغراض الخطف لاستغلال الأطفال في أعمال التسول والسرقة، وكان من بين هذه الأعمال الهامة فيلم جعلونى مجرما للفنان الكبير فريد شوقى والذى جسدت خلاله الفنانة الكبيرة نجمة إبراهيم دور المعلمة "دواهى" التي تتزعم عصابة لخطف الأطفال وتدريبهم على التسول والسرقات وتقوم باختطاف الأطفال من جميع الأعمار، ويظهر في الفيلم كيف تقوم العصابة بتعذيب الأطفال وإصابتهم بعدد من العاهات المستديمة لاستدرار العطف واستخدامهم في التسول فضلا عن أعمال السرقات.
وتناول فيلم "العفاريت" الذى قامت ببطولته الفنانة الكبيرة مديحة كامل والهضبة عمرو دياب نفس الظاهرة وظهرت فيه الفنانة الكبيرة نعيمة الصغير في دور "الكتعة" الشهير والتي تتزعم عصابة لاختطاف الأطفال واستخدامهم في التسول والسرقة ، بالإضافة إلى ترويج المخدرات مع شريكها "بشندى" وانتهت الأحداث بقتل الكاتعة ووفاة أحد الأطفال من ضحاياه.
وفى فيلم "المتسول" للزعيم عادل إمام يجسد الفنان على الشريف شخصية "سيد هاموش" زعيم عصابة التسول الذى يخطف الأطفال ويجند الكبار لأعمال التسول ويقوم الفنان وحيد سيف بدور" الدكتور جمعة" الذى يختار عاهة مستديمة لكل منهم كى ييت استغلاله في أعمال التسول.
وبشكل أخر جسدت السينما عمليات خطف الأطفال كما حدث في فيلم "ملاك وشيطان" الذى قام ببطولته الفنان الكبير رشدى أباظة والطفلة إيمان ذو الفقار حيث جسد الفنان الكبير دور عزت عضو العصابة التي تختطف الطفلة سوسن من أسرتها بعد أن رأتهم وهم يسرقون شقة والدها فيخطفونها ويتخذونها رهينة ويتركونها عند عزت عضو العصابة الذى تتغير حياته بعد أن تعيش معه الطفلة ويرتبط بها، وفى نهاية الفيلم يحاول إنقاذها وإعادتها لأسرتها ويدفع حياته ثمناً لذلك.
وبنفس الطريقة تناول فيلم " الشيطان الصغير" قضية خطف الأطفال، حيث تقود الصدفة الطفل عصام للنوم داخل سيارة النقل التي تنقل أثاث منزله ورؤية تفاصيل جريمة ارتكبتها عصابة، و تحاول العصابة التخلص منه لأنه الشاهد الوحيد على الجريمة، وأثناء الأحداث يصحو ضمير "عليوة" أحد الخاطفين والذى قام بدوره الفنان حسن يوسف ويعتزم إعادة الطفل لأسرته ويدفع حياته ثمناً لذلك.
وهكذا تناولت السينما جرائم خطف الأطفال لأغراض التسول والسرقة والاستغلال في ترويج المخدرات بين القسوة الشديدة والانتهاك وصحوة الضمير.