في عام 1973 كان العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ مشغولاً بتسجيل حلقات المسلسل الإذاعى الأول والوحيد في حياته وهو مسلسل" أرجوك لا تفهمنى بسرعة" والذى شاركته البطولة فيه الوجه الجديد حينها الفنانة نجلاء فتحى ، وكان العندليب يسابق الزمن للانتهاء من تسجيل أكبر عدد من حلقات المسلسل قبل بدء شهر رمضان ، حيث كان مقرراً أن يذاع المسلسل على موجات إذاعة الشرق الأوسط وقت الإفطار.
ولكن فوجئ العندليب وقتها بالإذاعة تبلغه بأن مذكرات أم كلثوم الصوتية سوف تذاع في نفس التوقيت على إذاعة صوت العرب، وأن هذا تم بناء على طلب كوكب الشرق شخصياً.
حينها شعر العندليب بالتوتر والغضب واسترجع ما حدث بينه وبين أم كلثوم من توتر في العلاقة بعد الحفلة الشهيرة التي جمعتهما وغنت فيها كوكب الشرق قبله وأطالت وعلق عليها علناً بأنها تعمدت التأخير حتى الثالثة صباحاً مما تسبب في توتر العلاقة بينهما رغم محاولات العندليب الاعتذار لها.
تلقى العندليب هذه المكالمة قبل بدء شهر رمضان ب 24 ساعة، وأدرك أن الجمهور سيكون هو الخاسر إذا أذيعت حلقات مسلسله الإذاعى في نفس توقيت إذاعة مذكرات ام كلثوم، وتوقع ألا تتنازل كوكب الشرق لتعدل موعد إذاعة مذكراتها، فقرر أن يتنازل هو ويتفق مع إذاعة الشرق الأوسط على تعديل موعد إذاعة المسلسل، ولكن أخبرته مدير الإذاعة أن الموعد المقرر هو أفضل وقت لإذاعة المسلسل حيث يتنقل الجمهور بعد الإفطار لمتابعة التلفزيون.
وجلس العندليب مهموماً حين دخل عليه صديق عمره محمد الموجى ليستكمل معه باقى ألحان المسلسل، وعندما عرف الموجى السبب اقترح على حليم أن يتحدث مع الكاتب الكبير محمود عوض مؤلف المسلسل ليتدخل لدى كوكب الشرق.
وبالفعل تحدث العندليب مع الكاتب محمود عوض الذى ذهب بدوره إلى كوكب الشرق في بيتها بالزمالك ليجد صورة مغايرة تماما لما نقله البعض للعندليب، ويدرك أن أم كلثوم لم تتعمد مطلقاً اختيار هذا الموعد لإذاعة مذكراتها بالإذاعة، ورغم علمها بأن هذا الموعد هو الأفضل خلال شهر رمضان إلا أنها عندما علمت ان هذا يتزامن مع موعد إذاعة مسلسل العندليب وأن الخاسر في ذلك سيكون الجمهور وأن العندليب فكر أن يتنازل ويغير موعد إذاعة مسلسله، أخبرت محمود عوض أنها هي التي ستتنازل وتغير موعد إذاعة مذكراتها.
وقالت كوكب الشرق :" قل لعبدالحليم أن خاطره عندى غالى وأننى أنا التي سأتنازل "
واختارت كوكب الشرق منتصف الليل لإذاعة مذكراتها، وعندما علم العندليب بما قالته كوكب الشرق دمعت عيناه وفرح، وعلم أن ما كان ينقله له البعض ممن يحاولون الوقيعة بينه وبين كوكب الشرق كله كذب وأن أم كلثوم تكن له كل حب وتقدير.