العديد من الأعمال الفنية الدرامية والسينمائية أنتجت فى مصر والعالم عن القائد الناصر صلاح الدين الأيوبى، لعل أبرزها فيلم الناصر صلاح الدين للمخرج العالمى يوسف شاهين، والذى قام ببطولته النجم الراحل أحمد مظهر، والذي يعد واحدا من أعظم أفلام السينما المصرية، لكن هذا العمل الملحمى، لم يكن الأول عن سيرة بطل موقعة حطين، بل سبقه فيلم قديم ونادر بعنوان"صلاح الدين الأيوبى".
وتمراليوم الذكرى الـ80 على العرض الأول لفيلم صلاح الدين الأيوبى، للمخرج إبراهيم لاما، وبطولة بدر لاما، إذ عرض الفيلم على شاشة العرض السينمائى لأول مرة فى 14 سبتمبر عام 1941، ويعد هو أول عمل يعالج سيرة القائد المسلم صلاح الدين الأيوبى فى السينما على الإطلاق.
وفيلم "صلاح الدين الأيوبى" إنتاج عام 1941، بطولة بدر لاما وأنور وجدي، محمود المليجى، إخراج إبراهيم لاما، وتدور أحداثه حول انعقاد هدنة بين المسلمون والصليبيون أثناء مرض ريتشارد قلب الأسد، وينتهز الشباب العرب هذه الفرصة من أجل الانضمام إلى جيوشهم فى أورشليم، ومن بين هؤلاء سيف الدين (بدر لاما)الذى يخفى هويته التى يعرفها الأمير خالد، ويتجه الشاب نحو القدس، ويكتسب ثقة السلطان وتتوالى الأحداث.
بطل الفيلم الذي أدى شخصية الفارس سيف الدين هو بدر لاما وهو شقيق المخرج إبراهيم لاما، وهما شقيقان من فلسطين جاءا إلى الإسكندرية وساهما في صنع بدايات السينما المصرية، توفي بدر لاما في عام 1947، أما إبراهيم لاما فتوفي في عام 1953، أما بطلة الفيلم بدرية رأفت فهي زوجة بدر لاما، وقد توفيت في دسيمبر عام 2009.
ويعتبر هذا الفيلم الآن في عداد الأفلام المفقودة، حيث لم يعثر له على أي نسخة، وتختلف الآراء حول مصيره، بين من يقول إنه ضاع في حريق استوديوهات لاما بحدائق القبة الذي ألتهم أغلب أعمال الأخوين لاما، وبين من يقول إن إحدى القنوات العربية لازالت تمتلك نسخة من الفيلم ولكنها لم تعرضها سوى مرة واحدة.
ويذكر المؤرخ الكبير قاسم عبده قاسم في دراسة عنوانها (السينما والتاريخ.. هل هناك أفلام تاريخية مصرية) أن التاريخ في فيلم (صلاح الدين الايوبى) لم يكن موجودا إلا في خيال المخرج، والقصة بأسمائها لا وجود لها في صفحات التاريخ جملة وتفصيلا، ويرفض قاسم ما يسميه العبث "بالصدق التاريخي بحجة الحفاظ على الصدق الفني" كما يرفض أن يتحول الفيلم التاريخي الى محاضرة أكاديمية تسبب الملل ويدعو لابتكار شخصيات درامية غير تاريخية لاثراء الفيلم فنيا "دون الاخلال بالصدق التاريخي.
