"المبدعون لا يموتون وآثارهم باقية لا تزول" جملة تنطبق تماما على الفنان الكبير عزت العلايلى، صاحب التاريخ الطويل والمتنوع فى السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة لأكثر من 60 عاما، صنع فيها مجدا خالدا في تاريخ الفن باعتباره أسطورة فى التمثيل والأداء، فكان نموذجا للفنان الذى يحترم فنه وعقول جمهوره.
وتمر اليوم الذكري الـ87 علي ميلاد الفنان عزت العلايلى، إذ ولد في 15 سبتمبر عام 1934، في حي باب الشعرية بالقاهرة، حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1960، لكنه لم يبدأ مسيرته التمثيلية فور تخرجه بسبب رعايته لأخواته الأربعة بعد وفاة والده، فعمل لفترة كمعد برامج تليفزيونية، قبل أن تأتيه الفرصة من خلال فيلم (رسالة من امرأة مجهولة) عام 1962، والذي كان بمثابة بدايته السينمائية.
أهلته موهبته الصادقة للحصول علي العديد من الأدوار بعدها، فقدم أكثر من 100 فيلم من علامات السينما المصرية، منهم: "الأرض، الاختيار، ليلة عسل، التوت والنبوت، الطوق والأسورة، علي من نطلق الرصاص، الطريق إلي إيلات، بين القصرين، المواطن المصري، بئر الخيانة، زائر الفجر، الإنس والجن"، وفي الدراما التليفزيونية قدم أيضا روائع منها : "الجماعة، خان القناديل، الحسن البصري، بوابة المتولي، الإمام الطبري، تمضي الأيام".
عمل الفنان عزت العلايلي مع كبار المخرجين، علي رأسهم المخرج الكبير يوسف شاهين، حيث ربطت بينهم علاقة متميزة على المستوى الإنسانى والمهنى، ليكونا دويتو سينمائي متميز، استطاع أن يقدم للسينما المصرية أعمال عظيمة.
قدم يوسف شاهين الفنان عزت العلايلي في أكثر من عمل بأكثر من صورة مختلفة ، أولها فيلم الأختيار، والذي جسد خلاله شخصية التوأم (سيد ومحمود) ،أولهم المؤلف المسرحى المثقف سيد، وشقيقه محمود الحر المنطلق، مما يجعلهما دائماً فى حالة صراع ظاهرى وداخلى،، حيث لعب دورَى التوأم الكاتب سيد الانتهازى، وأخيه الصعلوك العاشق للحياة محمود، وهو أحد الأفلام التى تحمل الكثير من التساؤلات الفلسفية، وتناقش التركيبة المعقدة للنفس البشرية، رغم أن احداثه تبدأ من خلال جريمة قتل غامضة.
لكن تعتبر الانطلاقة الفنية الحقيقية للفنان الكبير الراحل كانت من خلال اختيار يوسف شاهين له للمشاركة في فيلم "الأرض" سنة 1970، حيث قدم شخصية (عبدالهادى) ذلك الفلاح الشاب الذى يأبى الذل، ومستعد للتضحية بحياته من أجل الدفاع عن صديقه محمد أبو سويلم وشرفه المتمثل فى الأرض التى يمتلكها، والتى تريد الحكومة سلبها منه لإنشاء طريق جديدة تصل إلى قصر الباشا، وكيف جاء أداء العلايلى معبرا للغاية عن شخصية عبدالهادى الشاب الجامح الذى يرفض الاستسلام، فصنع يوسف شاهين وعزت العلايلي تركيبة سينمائية خالدة.